بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
شباب الأمة ماذا بعد
فلنعش حياة ذات قيمة تبقى لنا بعد رحيلنا.. فالعاقل لا يكتفي بجمع الحسنات فقط، إنما يسعي ألا تنقطع بموته! قال صلى الله عليه وسلم: «اغتنم خمسًا قبل خمس حياتك قبل موتك ،وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك» (صحيح الترغيب:3355).
وكانت حفصة بنت سرين تقول: "يا معشر الشباب خذوا من أنفسكم وأنتم شباب، فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب"، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن علمه ما فعل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه» (صحيح الجامع:7300).
فمن استعمل عمره وجسمه وعلمه وماله فيما ينفعه أمن الإجابة يوم القيامة.
ويقول الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله: "أيها الشباب إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها، وتوفر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها، وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة: (الإيمان، والإخلاص، والحماسة، والعمل) من خصائص الشباب لأن أساس الإيمان القلب الذكي، وأساس الإخلاص الفؤاد التقي، وأساس الحماسة الشعور القوي، وأساس العمل العزم الفتي، وهذه كلها لا تكون الإ للشباب..
والشباب قديما وحديثا في كل أمة عماد نهضتها وفي كل نهضة سر قوتها وفي كل فكرة حامل رايتها {إِنَّهُمْ فِتْيَة آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف من الآية:13]، ومن هنا كثرت واجباتكم، ومن هنا عظمت تبعاتكم، ومن هنا تضاعفت حقوق أمتكم عليكم، ومن هنا ثقلت الأمانة في أعناقكم، ومن هنا وجب عليكم أن تفكروا طويلًا وأن تعملوا كثيرًا، وأن تحددوا موقفكم وأن تتقدموا للإنقاذ، وأن تعطوا الأمة حقها كاملًا من هذا الشباب".
إن الزمان لا يقف محايدًا أبدًا! هل تستطيع أن ترجع لحظة من لحظات حياتك؟!
يقول الحسن البصري: "أدركت أقوامًا كان أحدهم أشح على عمره منه على درهمه".
قال صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» (صحيح البخاري:6412).فكثير من الناس غافل عن شبابه وصحته ووقته فهو رأس المال الذي تتاجر فيه مع الله
يقول الحسن: "من كان يومه مثل أمسه فهو مغبون، ومن كان يومه شرٌ من أمسه فهو ملعون".
يقول عبد الله بن مسعود: "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي".
يقول الإمام أحمد: "ما شبهت الشباب إلا بشيء كان في كمي فسقط".
يقول الحسن البصري: "أيها العبد الآبق عد إلى مولاك، يناديك بالليل والنهار من أتاني يمشي أتيته هرولة، وأنت عنة معرض وعلى غيره مقبل، لقد غبنت أفحش الغبن، وخسرت أكبر الخسران، انتبه أيها الغافل فإنما أنت أيام معدودة، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك، ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل، وأنت تعلم فاعمل فاليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل"!
أخي الكريم حياتنا أيام معدودة سريعًا ما تنهي، ثم يكون المنتهى بين يدي الله تعالى، ولن يكون لنا بين يدي الله في الآخرة إلا ما قدمت أيدينا في الدنيا..
يقول عمر بن الخطاب: "إني لأكره أن أري أمر أحدكم سبهللا! لا هو في أمر الدنيا ولا أمر الآخرة".
ويقول صلى الله عليه وسلم: «كما لا يجني من الشوك العنب كذلك لا ينزل الأبرار منازل الفجار ، فاسلكوا أي طريق شئتم فأي طريق سلكتم وردتم علي أهله ، من أراد أن يعلم ما له عند الله فلينظر ما لله عنده فإن الله ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه» (حسنه الألباني في صحيح الجامع:4575).
م/ن