بسم الله الرحمن الرحيم
الرسول هو خير البرية جميعاً، إنه خاتم الأنبياء ومنجي الناس من العذاب بشفاعته يوم القيامة ،،،
إن لكل نبي من الأنبياء دعوة يدعوها لربه على قومه فيستجيب له بهذه الدعوة، إلا النبي محمد لم يدعو ربه بعد، وتركها إلى يوم القيامة حيث يشفع لأمته ،،،
قال صلى الله عليه وسلم : "لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً" ،،،
يدل موقف الرسول -صلى الله عليه وسلم- على رحمته وعلى حبه لأمته، فهو على يقين من إجابة هذا الدعاء، ولكنه تركه ليوم العرض على الخالق عز وجل، ذلك اليوم العصيب الذي لا ينفع فيه المال ولا البنون، قال تعالى
يوم لاينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم) ،،،
في يوم لا يعرف أحداً، كل شخص يقول نفسي نفسي، ولا يأبه بغيره إلا الرسول -صلى الله عليه وسلم- يخشى علينا عذاب يوم عصيب، يوم نعرض عراة حفاة غرلا كما ولدتنا أمهاتنا .
فالشفاعة حق يجب الإيمان بها، والمقصود بها : سؤال الله الخير بالناس في الآخرة، فهي نوع من أنواع الدعاء المستجاب ،،،
ولقد ورد عن النبي الكثير من الأحاديث عن الشفاعة في الصحيحين، وعن جماعة من الصحابة -رضوان الله عليهم- تثبت الشفاعة وتتحدث عنها، وهي ثابته لرسولنا -صلى الله عليه وسلم- وغيره من الأنبياء والصالحين والشفاعة أنواع، وهي :
- الأولى: وهي العظمى، الخاصة بنبينا -صلى الله عليه وسلم- من بين الأنبياء والرسل، وهي خاصة بأن يأتي الرب -سبحانه وتعالى- لفصل القضاء بين الخلائق، كما ورد في حديث عن النبي، حيث يستشفعون إلى آدم فمن بعده من الأنبياء من نوح وإبراهيم وموسى و من بعده عيسى، ثم يأتون محمداً -صلى الله عليه وسلم-، فيذهب ليسجد تحت العرش في مكان يقال له الفحص، فيشفع، قائلاً: (يارب وعدتني الشفاعة فشفعني في خلقك، فإقض بينهم)، فيقول الله -تعالى- : (شفعتك، أنا آتيكم فأقضي بينهم)، قال : (فأرجع فأقف مع الناس) ،،،
- الثانية والثالثة : شفاعة لأقوام تساوت حسناتهم مع سيئاتهم فشفع لهم ليدخلوا الجنة ،،،
- الرابعة : رفع درجات أعمال الذين يدخلون الجنة في مايفوق أعمالهم ،،،
- الخامسة : الشفاعة في أقوام أن يدخلوا الجنة بغير حساب ويشهد لهذا بحديث الرسول في قوله : (أن يجعله من سبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب) ،،،
- السادسة : الشفاعة في تخفيف العذاب عمن يستحقه، كشفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف عنه العذاب ،،،
- السابعة : شفاعته أن يؤذن لجميع المؤمنين في دخول الجنة، وهم على القنطرة بعد الصراط ،،،
- الثامنة : شفاعته في أهل الكبائر من أمته ممن دخل النار فيخرجون منها . فيخرج كل من تشفع إليه النبي ، ولا تتم الشفاعة إلا بإذن الله -تعالى- ،،،
((( فصلوا على من بكى شوقاً لرؤيتكم )))
(الكاتبة: أمل مأمون)