ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﺳﻜﻮﺏ ﺍﻟﻤﻜﺒﺮ .. ﺍﻟﻤﺠﻬﺮ .. ﺗﺼﻮﺭﻭﺍ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺷﺎﻫﺪﻭﺍ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻮﻳﺔ .. ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﻬﺮ ﻛﺎﻥ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ .. ﺗﺼﻮﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺬﺭﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ .. ﻓﺘﺼﻮﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺨﺘﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﻳﺔ ﻓﺮﺳﻢ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺗﺨﻴﻠﻮﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﻛﺎﻣﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻤﻮ .. ﻭﻣﻨﺬ 60 ﻋﺎﻣﺎ ﺗﺄﻛﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻤﺮ ﺑﺄﻃﻮﺍﺭ ﻭﻣﺮﺍﺣﻞ ﻃﻮﺭﺍ ﺑﻌﺪ ﻃﻮﺭ ﻭﻣﺮﺣﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻭﺷﻜﻼ ﺑﻌﺪ ﺷﻜﻞ ﻣﻨﺬ 60 ﻋﺎﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺰﻧﺪﺍﻧﻲ ﺍﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﻣﺮﺓ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺎﻥ ﺑﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﺃﻣﺮﻳﻜﻰ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﺳﻤﻪ ﺑﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻣﺎﺭﺷﺎﻝ ﺟﻮﻧﺴﻮﻥ ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻪ : ﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺧﻠﻖ ﺃﻃﻮﺍﺭﺍ ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﻋﺪﺍ ﻓﻮﻗﻒ ﻭﻗﺎﻝ : ﺃﻃﻮﺍﺭﺍ ؟ ! ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻪ : ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻯ ! ﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻴﻘﻮﻝ : ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺧﻠﻖ ﺃﻃﻮﺍﺭﺍ !! ﻓﻘﺎﻝ : ﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻦ .. ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻦ .. ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻪ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻬﺬﺍ ؟ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﻘﻮﻝ : ( ﻳَﺨْﻠُﻘُﻜُﻢْ ﻓِﻲ ﺑُﻄُﻮﻥِ ﺃُﻣَّﻬَﺎﺗِﻜُﻢْ ﺧَﻠْﻘًﺎ ﻣِﻦ ﺑَﻌْﺪِ ﺧَﻠْﻖٍ ﻓِﻲ ﻇُﻠُﻤَﺎﺕٍ ﺛَﻠَﺎﺙٍ ) ﺍﻟﺰﻣﺮ ( ﻣَّﺎ ﻟَﻜُﻢْ ﻻ ﺗَﺮْﺟُﻮﻥَ ﻟِﻠَّﻪِ ﻭَﻗَﺎﺭًﺍ * ﻭَﻗَﺪْ ﺧَﻠَﻘَﻜُﻢْ ﺃَﻃْﻮَﺍﺭًﺍ ) ﻧﻮﺡ، ﻓﻘﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺳﻰ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ : ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﻣﻞ : ﺃﻧﺎ ﻋﻨﺪﻯ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻻ ﺛﻼﺙ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻﺕ : ﺍﻷﻭﻝ : ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻴﻜﺮﻭﺳﻜﻮﺑﺎﺕ ﺿﺨﻤﺔ .. ﺗﻤﻜﻦ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﻋﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺬﻛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ! ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﻗﻌﺖ ﺻﺪﻓﺔ .. ﻭﻫﺬﻩ ﺟﺎﺀﺕ ﺻﺪﻓﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺃﻧﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﻠﻨﺎ : ﻧﺄﺧﺬ ﺍﻷﻭﻝ : ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻴﻜﺮﺳﻜﻮﺏ ﻭﺁﻻﺕ ﺃﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﺳﻜﻮﺏ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﺳﺎﺕ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻠﺰﺟﺎﺝ ﻭﺧﺒﺮﺓ ﻓﻨﻴﺔ ﻭﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺁﻻﺕ ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻻ ﺗﺄﺗﻲ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻤﻴﻜﺮﺳﻜﻮﺑﺎﺕ ﺍﻷﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻭﺗﺤﺘﺎﺝ ﻛﻬﺮﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻢ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻻ ﺗﺄﺗﻲ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﺳﺎﺑﻖ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺟﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﺩﻓﻌﺔ ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻟﻠﺠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺒﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺪﻩ ﺛﻢ ﻫﻜﺬﺍ ... ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻘﻂ .. ﻻ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻩ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺟﻬﻠﺔ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻭﺍﻟﻔﺮﺱ ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﻛﺬﻟﻚ ! ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻘﻂ ﻻ ﻏﻴﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻨﺪﻩ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ .. ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻘﻮﻝ ! ﻗﺎﻝ : ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺢ ﺻﻌﺐ ﻧﻘﻮﻝ : ﺻﺪﻓﺔ .. ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﻟﻮ ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺁﻳﺔ ﺑﻞ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺁﻳﺎﺕ ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺁﻳﺔ ﻭﺁﻳﺎﺕ ﺇﺟﻤﺎﻻ ﺑﻞ ﺃﺧﺬ ﻳﻔﺼﻞ ﻛﻞ ﻃﻮﺭ : ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﻄﻮﺭ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻴﻪ ﻭﻓﻴﻪ ﻭﺍﻟﻄﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻭﺍﻟﻄﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ .. ﺃﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺻﺪﻓﺔ ؟ ! ﻓﻠﻤﺎ ﻋﺮﺿﻨﺎ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻭﺍﻷﻃﻮﺍﺭ ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻃﻮﺭ ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﺼﺪﻓﺔ ﻛﻼﻡ ﻏﻠﻂ !! ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻢ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﻗﻠﻨﺎ : ﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻋﻨﺪﻙ : ﻗﺎﻝ : ﻻ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺇﻻ ﻭﺣﻲ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ !! ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻰ .. ﻣﻨﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻣﻨﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ .. ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻣﺎﺀ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﻗﻄﺮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ .. ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﺑﻮﻳﻀﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ! ﻣﻤﻨﻮﻉ ﺩﺧﻮﻝ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻣﻨﻮﻯ ﺛﺎﻥ ﻗﻀﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻧﺘﻬﻰ .. ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﺨﻠﻖ ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻭﻝ ﻃﻮﺭ ﻣﻦ ﺃﻃﻮﺍﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ( ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﺧَﻠَﻘْﻨَﺎ ﺍﻟْﺈِﻧﺴَﺎﻥَ ﻣِﻦ ﺳُﻠَﺎﻟَﺔٍ ﻣِّﻦ ﻃِﻴﻦٍ * ﺛُﻢَّ ﺟَﻌَﻠْﻨَﺎﻩُ ﻧُﻄْﻔَﺔً ﻓِﻲ ﻗَﺮَﺍﺭٍ ﻣَّﻜِﻴﻦٍ ) ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻘﻄﺮﺓ .. ﻧﻄﻒ ﺍﻹﻧﺎﺀ ﻳﻌﻨﻰ ﻗﻄﺮ ﺍﻹﻧﺎﺀ ﺇﺣﺪﺍﻫﺎ ﻧﻄﻔﺔ .. ﻳﻌﻨﻰ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﻞ ﻫﺬﺍﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻄﺮﺓ .. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔﻳﺘﻘﺮﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ .. ﻛﻞ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﺘﻘﺮﺭ ﻭﻫﻮ ﻧﻄﻔﺔ ﻭﺗﺘﻘﺪﺭ ﻭﻫﻮ ﻧﻄﻔﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻗُﺘِﻞَ ﺍﻟْﺈِﻧﺴَﺎﻥُ ﻣَﺎ ﺃَﻛْﻔَﺮَﻩُ * ﻣِﻦْ ﺃَﻱِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﺧَﻠَﻘَﻪُ * ﻣِﻦ ﻧُّﻄْﻔَﺔٍ ﺧَﻠَﻘَﻪُ ﻓَﻘَﺪَّﺭَﻩُ ) ﻋﺒﺲ، ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻟﺴﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ : ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻘﺪﺭ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﺑﻜﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﻢ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﻣﺎ ﺳﻴﻘﺪﺭ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﻮﻧﻪ ﺫﻛﺮﺍ ﺃﻡ ﺃﻧﺜﻰ ؟ ﻓﻬﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﻳﺘﻘﺮﺭ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺫﻛﺮﺍ ﺃﻡ ﺃﻧﺜﻰ .. ﻫﻞ ﺗﺼﻮﺭ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺃﻥ ﻧﻄﻔﺔ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺣﺎﻝ ﺍﻹﻣﻨﺎﺀ ﻳﺘﻘﺮﺭ ﻣﺼﻴﺮﻫﺎ ﻭﻣﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺫﻛﺮﺍ ﻭﺃﻧﺜﻰ ؟ ! ﻫﻞ ﻳﺨﻄﺮ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﺒﺎﻝ ؟ ! ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻘﻮﻝ : ( ﻭَﺃَﻧَّﻪُ ﺧَﻠَﻖَ ﺍﻟﺰَّﻭْﺟَﻴْﻦِ ﺍﻟﺬَّﻛَﺮَ ﻭَﺍﻟْﺄُﻧﺜَﻰِ * ﻣﻦ ﻧُّﻄْﻔَﺔٍ ﺇِﺫَﺍ ﺗُﻤْﻨَﻰ ) ﺍﻟﻨﺠﻢ 45 46 ، ﺣﺎﻝ ﺇﻣﻨﺎﺋﺔ ﺇﺫﺍ ﺗﻤﻨﻰ .. ﻭﻗﺪ ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻛﺮﺍ ﺃﻭ ﺃﻧﺜﻰ ﻗﺪ ﺗﺤﺪﺩﺕ !! ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺮ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﻩ ﺣﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﺗﻠﻚ .. ﻫﺬﻩ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺇﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻭﺳﻜﻮﺏ ﺍﻷﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ﻭﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻭﺳﻜﻮﺏ ﺍﻷﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺎﺕ .. ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻪ ﻧﺼﻒ ﻗﺮﻥ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻋﺮﻑ .. ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭﺓ ﻭﺍﻷﻧﻮﺛﺔ ﺗﺘﻘﺮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ .. ﻳﻌﻨﻲ ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺑﺄﺟﻤﻌﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭﺓ ﻭﺍﻷﻧﻮﺛﺔ ﻣﻘﺮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﻗﺒﻞ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧﺎ ﻳﻘﺮﺭ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﻭﺍﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻘﺮﺭ ﻫﺬﺍ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺨﺒﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﺃﻳﻦ ﺗﺴﺘﻘﺮ ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ؟ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ : ( ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺣﻢ ) - ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻨﺪ - ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﻫﺬﻩ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻧﻬﺎﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ .. ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ .. ﺻﺤﻴﺢ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ .. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻮﻳﻀﺔ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ .. ﻓﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﺗﺮﻛﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻭﻧﻄﻔﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﺗﻢ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻫﻨﺎ ﻭﺗﻢ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﺢ ﻭﺗﺮﻛﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺗﺤﺮﻛﺖ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻓﺎﺳﺘﻘﺮﺕ ﻳﻌﻨﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﺮﺓ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ : ( ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺑﺄﺭﺑﻌﻴﻦ ﺃﻭ ﺑﺨﻤﺲ ﻭﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ) ﻓﻤﻦ ﺃﺧﺒﺮ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺘﺮﺓ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺘﻘﺮﺓ ﺛﻢ ﺗﺴﺘﻘﺮ ؟ ! ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ .. ﻭﻫﺬﺍ ﺟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺮﺣﻢ .. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﺷﻘﺖ ﺟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﺩﺧﻠﺖ ﻛﻤﺎ ﺗﺸﻖ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﻭﺗﻮﺿﻊ ﺍﻟﺒﺬﺭﺓ ﻭﺗﺪﻓﻦ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﺷﻘﺖ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺩﻓﻨﺖ ﻓﻐﺎﺭﺕ ﻓﻲ ﻟﺤﻢ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﻏﻄﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪ ﺟﻤﻴﻊ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﺢ ﻭﺍﻷﺟﻨﺔ ﺗﺬﻛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻭﺗﺴﻤﻴﻬﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻐﺮﺱ .. ﻭﻳﺸﺒﻬﻮﻥ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﺬﺭﺓ ﻭﻫﻢ ﺑﺘﺸﺒﻴﻬﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﺎﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﺍﻟﻤﺘﻼﺋﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺳﻴﻔﺎﺟﺌﻮﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻭﻥ ﺁﻳﺔ ﺗﺼﻒ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺗﻘﻮﻝ ( ﻧِﺴَﺂﺅُﻛُﻢْ ﺣَﺮْﺙٌ ﻟَّﻜُﻢْ ) ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ 223 ، ﺃﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﺤﺮﺙ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺮﺙ ﻻﺣﻈﻮﺍ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﺃﻭﻝ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﺣﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺤﺪﺙ ؟ ﻗﻠﻨﺎ : ﺗﻐﻮﺭ .. ﺗﺪﺧﻞ .. ﻳﺤﺪﺙ ﻫﻨﺎ ﺷﻴﺌﺎﻥ : ﺍﻟﺸﺊ ﺍﻷﻭﻝ : ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﻏﻼﻓﻬﺎ .. ﺍﻟﻐﻼﻑ ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻳﻨﻔﺬ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺛﻢ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻐﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺷﻴﺌﺎﻥ : ﻧﻘﺺ ﻟﻠﻨﻄﻔﺔ ﻭﻏﻮﺭ ﻟﻬﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻔﻆ ﻋﺮﺑﻲ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﻔﻆ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻳﺤﻘﻖ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ .. ﻫﺬﺍ ﻟﻠﻔﻆ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﺍﺻﻔﺎ ﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺮﺣﻢ ﺃﻣﺔ ﻭﻟﻜﻨﻰ ﺳﺄﺫﻛﺮ ﻣﻌﻨﺎﻩ .. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻫﻮ ﻏﺎﺽ .. ﺍﻟﻐﻴﺾ .. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭَﻗِﻴﻞَ ﻳَﺎ ﺃَﺭْﺽُ ﺍﺑْﻠَﻌِﻲ ﻣَﺎﺀﻙِ ﻭَﻳَﺎ ﺳَﻤَﺎﺀ ﺃَﻗْﻠِﻌِﻲ ﻭَﻏِﻴﺾَ ﺍﻟْﻤَﺎﺀ ) ﻫﻮﺩ 44 ، ﻓﻐﺎﺽ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻏﺎﺭ ﻭﺗﺄﺗﻰ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻧﻘﺺ ﺃﻭ ﺗﺄﺗﻰ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﻣﻌﺎ : ﻭﻏﻴﺾ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺃﻭ ﻏﺎﺭ ﻭﺗﺄﺗﻲ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻧﻘﺺ ﺃﻭ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﻣﻌﺎ : ﻭﻏﻴﺾ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺃﻭ ﻏﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﻧﻘﺺ .. ﻓﻐﺎﺿﺖ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﻫﻨﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﻏﺎﺭ ﻓﻲ ﺟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﻧﻘﺺ ﻣﻨﻪ ﺟﺪﺍﺭﻩ ﻭﺟﺰﺀ ﻣﻨﻪ ﻟﺘﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺸﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺷﺊ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ : ( ﺍﻟﻠّﻪُ ﻳَﻌْﻠَﻢُ ﻣَﺎ ﺗَﺤْﻤِﻞُ ﻛُﻞُّ ﺃُﻧﺜَﻰ ﻭَﻣَﺎ ﺗَﻐِﻴﺾُ ﺍﻷَﺭْﺣَﺎﻡُ ﻭَﻣَﺎ ﺗَﺰْﺩَﺍﺩُ ﻭَﻛُﻞُّ ﺷَﻲْﺀٍ ﻋِﻨﺪَﻩُ ﺑِﻤِﻘْﺪَﺍﺭٍ ) ﺍﻟﺮﻋﺪ 8 ، ﻭﻏﻴﺾ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻫﻨﺎ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﻫﻨﺎ ﺍﻓﺘﺤﻮﺍ ﺃﺫﻫﺎﻧﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﻃﻼﺏ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﺃﻭ ﺃﻧﺜﻰ .. ﺃﻧﺘﻢ ﻻ ﺗﺆﻣﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺃﻧﻪ ﺫﻛﺮﺍ ﺃﻭ ﺃﻧﺜﻰ .. ﻻ ﻧﺆﻣﻦ ﺧﺬ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﻴﻦ .. ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﻄﺤﻰ ﻳﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﻭﻣﺎ ﺃﻗﻮﻟﻪ ﻟﻜﻢ - ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ - ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺴﺐ ﺃﻧﻰ ﻗﺪ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺑﻌﺪ ﻃﻮﻝ ﻋﻨﺎﺀ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺎﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﺒﻘﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﻘﺮﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺗﻘﻮﻝ : ( ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻋِﻨﺪَﻩُ ﻋِﻠْﻢُ ﺍﻟﺴَّﺎﻋَﺔِ ﻭَﻳُﻨَﺰِّﻝُ ﺍﻟْﻐَﻴْﺚَ ﻭَﻳَﻌْﻠَﻢُ ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺣَﺎﻡِ ) ﻟﻘﻤﺎﻥ 34 ، ﻓﻬﻤﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻮﻣﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﺣﺪﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺣﻢ ( ( ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ) ) ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻓﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺄﻣﻞ .. ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﻟﻠﻐﻴﺐ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ : ( ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ ﺃﻣﻪ ﺗﻌﻠﻢ ﺭﺯﻗﻪ ﻭﺃﺟﻠﻪ ﺷﻘﻴﺎ ﺃﻭ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﺫﻛﺮﺍ ﺃﻭ ﺃﻧﺜﻰ ) ﺗﻌﻠﻢ ﻋﻨﻪ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺑﻞ ﻣﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻘﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ : ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ .. ﻫﺬﺍ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻳﻘﻮﻝ : ﻛﻴﻒ ﻧﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻫﻞ ﻳﻜﺬﺏ ﻧﺺ ﻧﺼﺎ ؟ ﻫﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻜﺬﺏ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻳﻘﻮﻝ : ( ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ) ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ : ( ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺗﻌﻠﻢ ) .. ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺑﻔﻬﻢ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻧﻌﻢ . ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻓﻘﺮﺭ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﺟﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ .. ﻭﺇﺫﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺧﺼﺼﺖ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪﺓ ﻗﻴﺪﺕ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻓﻌﻠﻤﻨﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻤﺤﺠﻮﺏ ﻋﻦ ﻋﻠﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻭﺗﺠﻠﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻻ ﺑﻜﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺑﻞ ﺑﻜﻼﻡ ﺳﻴﺪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻠﻢ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻯ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻗﺎﻝ : ( ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺧﻤﺴﺔ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ : ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻏﺪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﻐﻴﺾ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ - ( ﻣﺎ ﺗﻐﻴﺾ ﻻ ﻣﺎ ﺗﺰﺩﺍﺩ ) ﻓﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺃﻣﺮﻳﻦ : ﺍﻵﻳﺔ ﻗﺎﻟﺖ ( ﺍﻟﻠّﻪُ ﻳَﻌْﻠَﻢُ ﻣَﺎ ﺗَﺤْﻤِﻞُ ﻛُﻞُّ ﺃُﻧﺜَﻰ ﻭَﻣَﺎ ﺗَﻐِﻴﺾُ ﺍﻷَﺭْﺣَﺎﻡُ ﻭَﻣَﺎ ﺗَﺰْﺩَﺍﺩُ ) ﺍﻟﺮﻋﺪ 8 ، ﻓﺎﻷﺭﺣﺎﻡ ﻟﻬﺎ ﺣﺎﻟﺘﺎﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺤﺠﻮﺏ ﻋﻦ ﻋﻠﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻴﺾ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﻫﻮ ﻭﺣﺪﻩ ( ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺧﻤﺴﺔ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ : ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻏﺪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﻐﻴﺾ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ) ﻓﻬﺬﺍ ﻗﻴﺪ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺃﻥ ﻣﺎ ﺗﻐﻴﺾ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻠﻢ ﻣﻔﺘﺎﺣﺎ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻋﻠﻢ ﻗﺎﺩﻣﺔ .. ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻓﺎﻟﺬﻳﻦ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﻴﺾ ﻫﻮ ﺩﻡ ﺍﻟﺤﻴﺾ ﻫﻮ ﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﻣﻔﺘﺎﺣﺎ ﻟﻠﻐﻴﺐ ﺩﻡ ﺍﻟﺤﻴﺾ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﻟﻠﻐﻴﺐ ﻓﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻐﻴﺐ : ﻣﺎ ﺗﻐﻴﺾ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ - ﺩﻡ ﺍﻟﺤﻴﺾ ﻟﻴﺲ ﻣﻔﺘﺎﺣﺎ ﻟﻠﻐﻴﺐ ﻷﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻨﺸﺄ ﻣﻨﻪ ﺟﻨﻴﻦ ﺃﻭ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻭﺑﺈﺟﻤﺎﻉ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﺟﻨﺔ ﻭﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﺳﻴﺨﻠﻖ ﻓﺈﺫﺍ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻫﺬﺍ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﺟﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺨﻠﻖ ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺩﻡ ﺍﻟﺤﻴﺾ ﻻ ﻳﺨﻠﻖ ﻣﻨﻪ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ .. ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﻐﻴﺾ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻐﻴﺾ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺯﺩﻳﺎﺩ .. ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻐﻴﺾ ﻫﺬﻩ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ . ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ .. ﺃﺗﺪﺭﻭﻥ ﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺻﻔﻔﻨﺎ ﺻﻔﻴﻦ .. ﻟﻮﺟﺌﺖ ﺑﺼﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﻭﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﺼﻔﻴﻦ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺑﻌﺾ ﻭﻗﻠﺖ ﻹﻧﺴﺎﻥ : ﺃﻧﺎ ﺳﺄﺻﻨﻊ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺑﻨﺎﺀ ﻫﻞ ﺳﻴﻌﻠﻢ ﺃﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﻴﻦ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺃﻡ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ؟ ﻫﻞ ﺳﻴﻌﻠﻢ ﺃﻳﻜﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻴﻼ ﺃﻡ ﻋﻤﺎﺭﺓ ؟ ﺻﻔﻴﻦ ﻓﻘﻂ ﻫﻜﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻓﻠﻮ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻤﺘﺤﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻭﺃﺧﺬ ﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻠﻮ ﻧﺰﻉ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﺴﻰ ﻷﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﺴﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎ ﻣﻤﺜﻼ ﺑﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺸﻒ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻣﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻐﻴﺾ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻘﺪﺭ ﺗﻘﺪﻳﺮﺍ ﻛﺎﻣﻼ ﻣﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﺖ ﺑﺄﺣﺪﻫﻢ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺷﺎﻝ ﺟﻮﻧﺴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﻗﺎﻡ ﻭﻗﻌﺪ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﺳﻴﻦ ﻟﻌﻠﻢ ( ﺍﻟﻜﺮﻭﻣﻮﺯﻣﺎﺕ ) ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ .. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﻫﻞ ﺣﺎﻭﻟﺘﻢ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻓﻮﺍ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻐﻴﺾ ﻫﺬﻩ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻟﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻛﺮﻭﻣﻮﺯﻣﺎﺕ ﺑﻌﻨﻰ ﺣﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺑﺤﺜﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺃﻓﻬﻢ ﻛﻴﻒ ﺳﻴﻨﺸﺄ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ؟ ! ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﻨﺸﺄ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺬﻯ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ؟ ! ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﻣﺎﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺑﻜﻴﺖ !! ﻗﻠﺖ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻷﻧﻲ ﻓﺸﻠﺖ ﻭﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻑ ﺷﻴﺌﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﺃﺣﺴﻨﺖ !! ﻫﺬﺍ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺇﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﻭﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻔﻬﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻧﻘﻮﻝ : ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ( ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻭﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ) ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺃﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻬﻮ ﻳﻔﻴﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻐﻴﺾ ﻭﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻓﺈﺫﺍ ﻧﻘﻮﻝ : ﺇﻥ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺯﺩﻳﺎﺩ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻣﻤﻜﻦ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﺘﻰ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺯﺩﻳﺎﺩ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ .. ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﻧﻄﻔﺔ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ .. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻭﻫﺬﻩ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻠﻌﻠﻖ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ .. ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻓﻲ ﺃﻓﻮﺍﻩ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ ﻭﺍﻷﺑﻘﺎﺭ ﻓﻴﻤﺘﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ .. ﻫﺬﻩ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻖ ﺍﻟﺬﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﻫﺬﻩ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﻄﻔﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻟﻢ ﺃﻋﺪﻫﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﻋﺪﻫﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﻋﻠﻢ ﺍﻷﺟﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻗﺘﻨﻊ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻭﻗﺎﻝ : ﺳﺄﻏﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻲ ﻭﺃﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻌﻠﻘﺔ ( ﺛُﻢَّ ﺧَﻠَﻘْﻨَﺎ ﺍﻟﻨُّﻄْﻔَﺔَ ﻋَﻠَﻘَﺔً ) ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ 14 ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻘﺔ .. ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ !! ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺮ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻠﻢ ﺑﻬﺬﺍ ؟ ﺍﻟﻠﻪ !! ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻠﻘﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﺎﻃﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻠﻘﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺤﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻘﺔ ﻫﺬﻩ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﻟﺘﻤﺺ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻟﻴﻤﺺ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺠﻨﻴﻦ ﻭﺳﺘﺮﻭﻥ ﺗﻔﺼﻴﻠﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻠﺠﻨﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻠﻘﺔ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻀﻎ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻭﺿﻌﺖ ﺃﺳﻨﺎﻧﻚ ﻫﻨﺎ ﻛﻴﺐ ﻣﻮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻠﺖ ﻟﻜﻢ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﺟﻨﺔ .. ﺃﺧﺬ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﻭﻣﻀﻐﻬﺎ ﺑﺄﺳﻨﺎﻧﻪ ﻭﻭﺿﻊ ﻫﺬﻩ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﻫﺬﻩ ﻭﻗﺎﻝ : ﻫﺬﻩ ﻣﻀﻐﺔ ﺟﻨﻴﻦ ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻀﻐﺔ ﺑﺄﺳﻨﺎﻥ ﻭﻫﺬﻩ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻠﻘﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻓَﺨَﻠَﻘْﻨَﺎ ﺍﻟْﻌَﻠَﻘَﺔَ ﻣُﻀْﻐَﺔً ) ﻫﺬﻩ ﺑﻌﺾ ﺻﻮﺭ ﺗﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﻴﻦ .. ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ .. ﺍﻟﻤﻀﻐﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻬﺎ .. ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺗﺄﺧﺬ ﺍﻟﻤﻀﻐﺔ ﺗﻤﻀﻐﻬﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻞ .. ﺛﻢ ﺗﻤﻀﻐﻬﺎ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻴﺘﻐﻴﺮ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﻤﻀﻐﻬﺎ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﺘﺄﺧﺬ ﺷﻜﻼ ﺛﺎﻟﺜﺎ ﻭﺗﻤﻀﻐﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺘﺄﺧﺬ ﺷﻜﻼ ﺁﺧﺮ ﻭﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﻀﻐﺔ ﻫﻲ ﺗﺪﻭﺭ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﻧﻘﺎﻁ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺃﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻀﻎ ﺛﻢ ﻳﺪﻭﺭ .. ﺍﻧﻈﺮ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ .. ﻫﺬﻩ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻤﻀﻎ .. ﻫﺬﻩ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻤﻀﻐﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ .. ﻓﻲ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﻛﻴﻒ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻄﻴﻠﺔ ﻭﻛﺄﻧﻚ ﺷﻘﻘﺘﻬﺎ ﻧﺼﻔﻴﻦ .. ﺗﻈﻬﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﻀﻎ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺛﻢ ﺗﺴﺘﺪﻳﺮ ﻭﻫﺬﻩ ﻗﻄﻊ ﻭﺑﻘﺎﻳﺎ ﺯﻳﺎﺩﺍﺕ ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻣﻀﻎ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻃﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻮﺍﺭ ﺛﻢ ﺗﺴﺘﺪﻳﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻨﺸﺄ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻀﻐﺔ ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺃﻳﻨﺎﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺸﺮﻳﺢ .. ﻫﺬﻩ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻗﺪ ﺗﺨﻠﻘﺖ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻧﺤﻦ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺷﻴﺌﻴﻦ : ﻧﺠﺪ ﺑﻘﻌﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻫﺬﻩ ﻟﻢ ﺗﺘﺨﻠﻖ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺧﻼﻳﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺨﻠﻖ .. ﻭﺧﻼﻳﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺪ ﺗﺨﻠﻘﺖ ﻭﺗﺨﻠﻘﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺟﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﺎﻟﻤﻀﻐﺔ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﺻﺪﻕ ﻭﺻﻒ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻗﺪ ﺗﺨﻠﻖ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺟﺰﺀ ﻟﻢ ﻳﺘﺨﻠﻖ ﻓﺄﺻﺪﻕ ﻭﺻﻒ ﻟﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺨﻠﻘﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﻘﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺟﺎﺀ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺻﻒ ( ﺛﻢ ﻣﻦ ﻣﻀﻐﺔ ﻣﺨﻠﻘﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﻘﺔ ) ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ؟ ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺗﺸﺮﻳﺢ ﻭﻗﻴﺎﺳﺎﺕ ؟ ! ﻫﺬﻩ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪ ﺳﻢ .. ﻳﻌﻨﻰ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﺳﻢ .. ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻭﺍﺧﺪ ﺳﻢ ﻳﻌﻨﻰ ﻣﺎﺫﺍ ؟ .. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺩﺍﺧﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺳﻢ . ﺍﻵﻥ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺗﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﺣﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺠﻤﺔ .. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻴﻦ . ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺠﻤﺔ ( ﻓَﺨَﻠَﻘْﻨَﺎ ﺍﻟْﻤُﻀْﻐَﺔَ ﻋِﻈَﺎﻣًﺎ ) ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ 14 ، ﻭﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻛﺎﺗﺮﺓ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﺄﻟﻬﻢ : ﺃﻳﻬﻤﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺃﻡ ﺍﻟﻠﺤﻢ ؟ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻨﺎ : ﻫﻤﺎ ﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ .. ﻓﻠﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻛﺘﺒﻬﻢ ﻓﻴﻌﻮﺩﻭﻥ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ : ﻻ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺛﻢ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻓَﻜَﺴَﻮْﻧَﺎ ﺍﻟْﻌِﻈَﺎﻡَ ﻟَﺤْﻤًﺎ ) ﻓﻜﺴﻮﻧﺎ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻟﺤﻤﺎ . ﻫﺬﻩ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻠﻌﻈﺎﻡ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﺴﻮ ﺭﺑﻨﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻟﺤﻤﺎ ؟ ! ﻫﺬﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺘﻬﻰ ﻛﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺑﺎﻟﻠﺤﻢ ﺗﺒﺪﺃ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ .. ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻳﻨﻤﻮ ... ﻳﻨﺸﺄ ... ﻳﺘﺮﻋﺮﻉ ﺟﺴﻤﺔ ﻭﺑﺪﻧﻪ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺃﻫﻼ ﻟﻜﻲ ﺗﺴﻜﻦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ .. ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻮﻗﻔﻨﺎ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ﺃﻧﺸﺄﻧﺎﻩ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺃﻥ ﻳﻨﺸﺄ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﺳﻜﻨﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﻳﻨﺸﺄ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻧﻤﺎ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭﺗﺮﻋﺮﻉ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺤﺜﺖ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻦ ﻟﻔﻆ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ : ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺔ ﻻ ﺗﺠﺪ ﻟﻔﻈﺎ ﻏﻴﺮ ﻳﻨﺸﺄ ﻓﺈﻥ ﻧﺸﺄ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻤﻮ ( ﺇِﻧَّﺎ ﺃَﻧﺸَﺄْﻧَﺎﻫُﻦَّ ﺇِﻧﺸَﺎﺀ ) ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ، ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻹﻳﺠﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻳﺤﺪﺙ ﺷﻴﺌﺎﻥ : ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻓﻴﻨﻤﻮ ﻭﻳﺘﺮﻋﺮﻉ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﺘﻨﻔﺦ ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺗﺘﻢ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ( ﺛُﻢَّ ﺃَﻧﺸَﺄْﻧَﺎﻩُ ﺧَﻠْﻘًﺎ ﺁﺧَﺮَ ) ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ 14 ، ﺑﻌﺪ ﺧﻠﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻳﺸﺎﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻭﻻ ﻧﺒﺎﺕ ﻭﻻ ﻣﻼﻙ ﻭﻻ ﺟﻨﻰ ﻭﻻ ﺃﺭﺽ ﻭﻻﺳﻤﺎﺀ ﻭﻻﺷﻬﺐ ﻭﻻﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺎﺩﺓ ﻭﺭﻭﺡ ﺛﻢ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺑﻨﻰ ﺁﺩﻡ ﺗﺸﺒﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺻﻮﺭﺓ ﺧﻠﻖ ﺁﺧﺮ ( ﺛُﻢَّ ﺃَﻧﺸَﺄْﻧَﺎﻩُ ﺧَﻠْﻘًﺎ ﺁﺧَﺮَ ) ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ 14 ، ﺧﻠﻘﺎ ﺁﺧﺮ ﻣﺘﻤﻴﺰﺍ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺟﻨﺴﻪ ﻭﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺟﻨﺴﻪ ( ﺛُﻢَّ ﺃَﻧﺸَﺄْﻧَﺎﻩُ ﺧَﻠْﻘًﺎ ﺁﺧَﺮَ ﻓَﺘَﺒَﺎﺭَﻙَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺃَﺣْﺴَﻦُ ﺍﻟْﺨَﺎﻟِﻘِﻴﻦَ ) ﺃﺭﺃﻳﺘﻢ ﺍﻷﻃﻮﺭﺍ ؟ ! ﺃﺭﺃﻳﺘﻢ ﺍﻟﻤﻀﻐﺔ ؟ ! ﺃﺭﺃﻳﺘﻢ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ؟ ! ﺃﺭﺃﻳﺘﻢ ﻛﺴﺎﺀ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻟﻠﻌﻈﺎﻡ ؟ ! ﺃﺭﺃﻳﺘﻢ ﺍﻹﻧﺸﺎﺀ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺧﻠﻘﺎ ﺁﺧﺮ ؟ ! ﺃﺭﺃﻳﺘﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻃﻮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺠﻮﺑﺔ . ﺍﻗﺮﺀﻭﺍ ﻣﻌﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﻃﻮﺍﺭ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻷﻳﺔ ( ﺛُﻢَّ ﺧَﻠَﻘْﻨَﺎ ﺍﻟﻨُّﻄْﻔَﺔَ ﻋَﻠَﻘَﺔً ﻓَﺨَﻠَﻘْﻨَﺎ ﺍﻟْﻌَﻠَﻘَﺔَ ﻣُﻀْﻐَﺔً ﻓَﺨَﻠَﻘْﻨَﺎ ﺍﻟْﻤُﻀْﻐَﺔَ ﻋِﻈَﺎﻣًﺎ ﻓَﻜَﺴَﻮْﻧَﺎ ﺍﻟْﻌِﻈَﺎﻡَ ﻟَﺤْﻤًﺎ ﺛُﻢَّ ﺃَﻧﺸَﺄْﻧَﺎﻩُ ﺧَﻠْﻘًﺎ ﺁﺧَﺮَ ﻓَﺘَﺒَﺎﺭَﻙَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺃَﺣْﺴَﻦُ ﺍﻟْﺨَﺎﻟِﻘِﻴﻦَ * ﺛُﻢَّ ﺇِﻧَّﻜُﻢْ ﺑَﻌْﺪَ ﺫَﻟِﻚَ ﻟَﻤَﻴِّﺘُﻮﻥَ ) ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ .. ﺻﺤﻴﺢ ﺳﺘﻤﻮﺗﻮﻥ ﺧﺬ 100 ﺳﻨﺔ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺄﺗﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻛﻴﻒ ؟ ! ﺇﻥ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟــ 100 ﺳﻨﺔ ؟ ﻻ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﺳﻨﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺟﺰﺀﺍ ﺟﺰﺀﺍ ﻫﺎﺕ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ 60 ﺳﻨﺔ ﺧﻠﻌﺖ ﻟﻪ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ﺧﻠﻘﺖ ﻟﻪ ﺃﺳﻨﺎﻥ ﻟﻴﺄﻛﻞ .. ﻳﻜﻔﻴﻚ ﻣﺎ ﺃﻛﻠﺖ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﺍﺳﺘﻌﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻷﻛﻞ ﻫﺎﺕ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻣﺎ ﺃﺭﻯ ؟ ﺃﺻﻼ ﺧﻠﻘﺖ ﻟﺘﺮﻯ ﻭﺗﻤﺸﻰ ﻭﺗﺮﻭﺡ ﺃﻧﺖ ﻣﺸﻴﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﺭﺣﺖ ﻭﺟﺌﺖ .. ﺍﻵﻥ ﺍﻗﻌﺪ ﺍﻗﻌﺪ ﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺳﻌﻴﻚ ﻭﻳﺮﻭﺡ ﻭﻳﺠﺊ .. ﻓﻴﻤﻴﻞ ﻭﻳﻀﻌﻒ .. ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻤﺸﻰ ﻭﻻ ﻳﺮﻭﺡ ﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ﻟﻴﺲ ﻣﻄﻠﻮﺑﺎ ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺍﻗﻌﺪ .. ﺗﻬﻴﺄ ﻟﻠﺪﺍﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ .. ﺳﻤﻌﻲ .. ﺍﺭﻓﻊ ﺻﻮﺗﻚ ﻳﺎ ﻭﻟﺪ ﻣﺎ ﺃﺳﻤﻊ .. ﺃﻋﻄﻴﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻟﺘﺴﻤﻊ ﺍﻟﻜﻼﻡ .. ﻭﺗﺘﻜﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻵﻥ ﻛﻔﻰ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻌﻄﻰ ﻟﻚ ! ﻗﺪ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﺳﻤﻌﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻳﻜﻔﻰ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ! ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻚ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ( ﺛُﻢَّ ﺇِﻧَّﻜُﻢْ ﺑَﻌْﺪَ ﺫَﻟِﻚَ ﻟَﻤَﻴِّﺘُﻮﻥَ * ﺛُﻢَّ ﺇِﻧَّﻜُﻢْ ﻳَﻮْﻡَ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﺗُﺒْﻌَﺜُﻮﻥَ ) ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﻤﺨﺒﺮ ﻭﺍﺣﺪ .. ﺳﻴﺎﻕ ﻭﺍﺣﺪ .. ﺁﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺁﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻳﻮﻡ ﺫﺍﻙ ﺳﻨﺮﻯ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻛﻤﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻘﺼﺔ .. ﺳﻨﺮﻯ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﻃﻮﺍﺭ ﻛﻤﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﻃﻮﺍﺭ ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﻃﻮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ : ﺣﺴﺎﺏ .. ﻋﺮﺽ .. ﺟﻨﺔ . ﻧﻌﻢ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻳﻦ ﺳﺘﻜﻮﻥ ؟ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻭﺗﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻓﻨﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ .
ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺓ ﻫﺬﻩ ﺻﻮﺭﺗﻲ ﻭﺻﻮﺭﺗﻚ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ .. ﺻﻮﺭﺓ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ .. ﺃﻣﺎﻫﺬﻩ ﻓﻔﻰ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ .. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ .. ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ 42 ﻳﻮﻣﺎ ﻭﺻﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻜﺬﺍ ﻧﺮﺍﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺗﺄﻣﻞ ﻭﻗﻞ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ .. ( ﻫُﻮَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻳُﺼَﻮِّﺭُﻛُﻢْ ﻓِﻲ ﺍﻷَﺭْﺣَﺎﻡِ ﻛَﻴْﻒَ ﻳَﺸَﺎﺀ ﻻَ ﺇِﻟَـﻪَ ﺇِﻻَّ ﻫُﻮَ ﺍﻟْﻌَﺰِﻳﺰُ ﺍﻟْﺤَﻜِﻴﻢُ ) ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ 6 ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻵﻥ .. ﺃﺭﺃﻳﺘﻢ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ .. ﻭﺍﻷﻧﻒ ﻭﺍﻟﺸﻔﺘﻴﻦ ﻭﺍﻟﺮﺃﺱ ﻗﺪ ﻓﺼﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺬﻉ ﻭﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺗﻤﻴﺰﺕ ﻋﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺠﺴﺪ .. ﻭﺍﻷﺻﺎﺑﻊ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ .. ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ .. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺑﻌﺪ 42 ﻳﻮﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻠﻢ : ( ﺇﺫﺍ ﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﻄﻔﺔ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻭﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻠﻜﺎ ﻓﺼﻮﺭﻫﺎ - ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ - ﻭﺧﻠﻖ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﻭﺑﺼﺮﻫﺎ ﻭﺟﻠﺪﻫﺎ ﻭﻟﺤﻤﻬﺎ ﻭﻋﻈﺎﻣﻬﺎ ) .. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻳﺎﺭﺏ ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻡ ﺃﻧﺜﻰ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ - ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺗﻨﺎﺳﻠﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ :
ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﺍﻟﺰﻧﺪﺍﻧﻰ