ﺇﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻮّﻝ ﺇﻟﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ؛ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ، ﻭﻳﻤﺎﺭﺳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ، ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺘﻴﺴﺮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ؛ ﻓﺤﻠﻘﺎﺕ ﺗﺤﻔﻴﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺷﺮﻗًﺎ ﻭﻏﺮﺑًﺎ، ﻋﺮﺑًﺎ ﻭﻋﺠﻤًﺎ، ﺩﻭﻟًﺎ ﻭﺃﻗﻠﻴﺎﺕ؛ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﻔﻜﺮﺓ ﺭﺟﻞ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﻭﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺗﺤﻮّﻝ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﻟﻰ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺗﻮﺍﻃﺄ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺘﻰ ﻏﺪﺍ ﺟﺰﺀً ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ .
ﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺛﻮﺭﺓ ﻗﻠﺐ ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺭﻭﺡ ﻭﻣﺴﻴﺮﺓ ﺗﺬﻛﻴﺮ ﻹﻋﺎﺩﺗﻬﺎ ﻭﺇﺣﻴﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ؟ ﻓﻘﺪ ﺩُﺭﺳﺖ ﺃﻭ ﻛﺎﺩﺕ ﻛﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻭﺷﻌﻴﺮﺓ ﻗﺎﺋﻤﺔ، ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺑﻬﺎ ﻻ ﻳﺴﻘﻂ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﻴﺎﺋﻬﺎ، ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻴﻦ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻋﻤﻮﻣﻬﻢ - ﻭﻛﻞ ﺑﺤﺴﺐ ﻭﺳﻌﻪ ﻻ ﺷﻚ .- ﻭﺗﺪﺑﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻊ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﻭﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﻏﺮﻳﺒًﺎ ﻓﻲ ﻭﻃﻨﻪ ﻭﺃﺳﻴﺮًﺍ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻩ، ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻴّﻦ ﺃﻥ ﺗﺪﺑﺮ ﻛﻼﻣﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﺇﻧﺰﺍﻟﻪ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻛِﺘَﺎﺏٌ ﺃَﻧﺰَﻟْﻨَﺎﻩُ ﺇﻟَﻴْﻚَ ﻣُﺒَﺎﺭَﻙٌ ﻟِّﻴَﺪَّﺑَّﺮُﻭﺍ ﺁﻳَﺎﺗِﻪِ ﻭَﻟِﻴَﺘَﺬَﻛَّﺮَ ﺃُﻭْﻟُﻮﺍ ﺍﻷَﻟْﺒَﺎﺏِ { [ ﺹ 29: ] .
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : " ﻭﻇﺎﻫﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻳﻌﻄﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺇﻧﺰﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ " [ 1 ] ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : " ﻭﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻠﺘﺪﺑﺮ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ، ﻻ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺪﺑﺮ " [ 2 ] .
" ﻭﺃﻣﺎ ﻛﻮﻥ ﺗﺪﺑﺮ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺇﻧﺰﺍﻟﻪ، ﻓﻘﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺑﺎﻟﺘﺤﻀﻴﺾ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺑﺮﻩ، ﻭﺗﻮﺑﻴﺦ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﺪﺑﺮﻩ، ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺃَﻓَﻼ ﻳَﺘَﺪَﺑَّﺮُﻭﻥَ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥَ ﺃَﻡْ ﻋَﻠَﻰ ﻗُﻠُﻮﺏٍ ﺃَﻗْﻔَﺎﻟُﻬَﺎ { [ ﻣﺤﻤﺪ : 24 ] ، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺃَﻓَﻼ ﻳَﺘَﺪَﺑَّﺮُﻭﻥَ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥَ ﻭَﻟَﻮْ ﻛَﺎﻥَ ﻣِﻦْ ﻋِﻨﺪِ ﻏَﻴْﺮِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻟَﻮَﺟَﺪُﻭﺍ ﻓِﻴﻪِ ﺍﺧْﺘِﻼﻓًﺎ ﻛَﺜِﻴﺮًﺍ { [ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ : 82 ] ، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺃَﻓَﻠَﻢْ ﻳَﺪَّﺑَّﺮُﻭﺍ ﺍﻟْﻘَﻮْﻝَ ﺃَﻡْ ﺟَﺎﺀَﻫُﻢ ﻣَّﺎ ﻟَﻢْ ﻳَﺄْﺕِ ﺁﺑَﺎﺀَﻫُﻢُ ﺍﻷَﻭَّﻟِﻴﻦَ { [ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ 68: ] " [ 3 ] .
" ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺑﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ " [ 4 ] .
ﺇﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻮّﻝ ﺇﻟﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ؛ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ، ﻭﻳﻤﺎﺭﺳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ، ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺘﻴﺴﺮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ؛ ﻓﺤﻠﻘﺎﺕ ﺗﺤﻔﻴﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺷﺮﻗًﺎ ﻭﻏﺮﺑًﺎ، ﻋﺮﺑًﺎ ﻭﻋﺠﻤًﺎ، ﺩﻭﻟًﺎ ﻭﺃﻗﻠﻴﺎﺕ؛ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﻔﻜﺮﺓ ﺭﺟﻞ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﻭﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺗﺤﻮّﻝ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﻟﻰ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺗﻮﺍﻃﺄ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺘﻰ ﻏﺪﺍ ﺟﺰﺀً ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ .
ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﻟﻮ ﺗﺤﻮّﻝ ﺇﻟﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻴًﺎ ﺃﻭ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﻣﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻭﺇﺻﺪﺍﺭﺍﺕ، ﻭﻟﻮ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺗﻌﻘﺪ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﻣﺪﺍﺭﺳﺔ ﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺓ؛ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻳﺮﺑﻂ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺭﺑﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﻌﺮﻑ ﻗﻴﻤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻣﻨﺰﻟﺘﻪ . ﻭﻫﻨﺎ ﺃﺿﻊ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻱ ﻭﻧﺸﺎﻁ ﻋﺎﻡ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ :
- ﻋﻘﺪ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﻣﺪﺍﺭﺳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ، ﻳﺘﺪﺍﺭﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﻄﻴﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ، ﻣﻊ ﺭﺑﻂ ﻫﺪﺍﻳﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ . ﻭﻳﺤﻀﺮﻧﻲ ﻫﻨﺎ ﻃﻴﻒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﻭﻱ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﻭﺩﺭﻭﺳﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺮّﺏ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﻬﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻭﻳﺴﺮ، ﻭﻫﻲ ﺩﻋﻮﺓ ﺃﻭﺟﻬﻬﺎ ﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻷﻥ ﻳﻌﻘﺪﻭﺍ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﻣﺪﺍﺭﺳﺔ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻟﻌﻤﻮﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .
- ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺗﺪﺑﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﻆ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﺄﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺱ .
- ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺷﺨﺼﻲ ﺫﺍﺗﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺪﺑﺮ، ﻭﻳﺠﺎﻫﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﻭﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﻳﺘﺄﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﻌﻴﺶ ﻣﻌﻬﺎ ﺟﺰﺀً ﻣﻦ ﻭﻗﺘﻪ .
- ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺬﻛﻴﺮﻫﻢ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ ﺗﺪﺑﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ، ﻭﺗﺒﻴﻴﻦ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﻭﺃﺛﺮﻩ، ﻭﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ .
- ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻜﺜﻒ ﺣﻮﻝ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺷﻂ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﻭﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ .
ﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺟﻬﻮﺩًﺍ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺑﺬﻟﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺃﻗﺎﻣﺖ ﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﻭﺯﻧًﺎ ﻭﺃﻋﺎﺩﺕ ﻟﻬﺎ ﺫﻛﺮًﺍ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺃﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ، ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﺪﻋﻮﻱ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻲ، ﻓﻀﻠًﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻱ .
ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ :
[ 1 ] ﺍﻟﻤﺤﺮﺭ ﺍﻟﻮﺟﻴﺰ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ( /4 503 ).
[ 2 ] ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ( /4 494 ) .
[ 3 ] ﺃﺿﻮﺍﺀ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺇﻳﻀﺎﺡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ( /6 345 ).
[ 4 ] ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ، ﺗﻴﺴﻴﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ( ﺹ : 712 ).
ﻧﺒﻴﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﺍﻟﻨﺸﻤﻲ
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : ﻣﻮﻗﻊ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺪﺩ