- قال الشيخُ العلامة عبد الرحمان السعدي حاثا على التثبّت و التدبّر، والتأمل
" و في قوله تعالى (و لا تعجلْ بالقرآن من قبل أن يُقضى إليك وحيُه و قلْ ربِّ زدني علما) أدبُ طالب العلم، و أنه ينبغي له أن يتأنّى في تدبّره للعلم، و لا يستعجل بالحُكم على الأشياء ،و لا يعجب بنفسه ، ويسـأل ربَّه العلمَ النافع و التسهيل"
- قال محمود شاكر رحمه الله :" رُبَّ رجلٍ واسعِ العلم، بحرٍ لا يُزاحَم، و هو على ذلك قصير العقل مضلَّل الغاية، و إنما يَعرِضُ له ذلك من قِبل جرأتِه على ما ليس له فيه خبرة، ثم تهوّره من غير رويّة و لا تدبّر، ثم إصراره إصرار الكبرياء التي تأبى أن تعقلَ.
و إنّ أحدَنا لَيقْدِم على ما يُحسن، و على الذي يعلمُ أنه به مضطلعٌ، ثم يرى بعد التدبّر أنه أسقطَ من حسابه أشياءً، كان العقل يوجب عليه فيها أن يتثبّتَ، فإذا هو يعودُ إلى ما أقدَمَ عليه، فينقضُه نقضَ الغزلِ.
و من آفةِ العلم في فنٍّ من فنونه، أن يحمِلَ صاحبَه على أن ينظر إلى رايه نظرةَ المعجب المتنزه، ثم لا يلبث أن يُفسِدَه طول التمادي في إعجابه بما يُحسن من العلم، حتى يقذفه إلى اجتلاب الرؤى فيما لا يُحسن، ثم لا تزال تغيره عادةُ الإعجاب بنفسه حتى يُنزلَ ما لا يُحسن منزلة ما يُحسن، ثم يُصرّ، ثم يغالي، ثم يعنف، ثم يستكبر، ثم إذا هو عند الناس قصيرُ الرأي و العقل على فضله و علمه"(*).
-----------
(*)"رسائل في أبوابٍ متفرّقة" لمحمد بن إبراهيم الحمَد