نصيحة لمن يذهبون إلى العرافين والمشعوذين
السؤال: فضيلة الشيخ: نلاحظ انتشار المشعوذين وكثرة الذين يذهبون إليهم، فهل من كلمة توجيهية لهؤلاء؟
الجواب: تعلق الناس بغير الله مصيبة عظيمة، وثلمة في الدين، ولذلك الواجب هو التناصح، وعدم إهمال هذا الأمر، وينبغي على كل إنسان أن ينصح من يعلم أنه يذهب إلى العرافين أو المشعوذين من أجل أن يدفعوا أو يتسببوا فيما يزعم أنهم يفعلونه لقاء بلائه وعنائه.
فأوصيكم إخواني بأداء النصيحة والتوجيه لمن يذهب، ولذلك ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أتى أمثال هؤلاء فقد كفر بما أنزل على محمد والعياذ بالله، فالأمر عظيم، مزلة قدم، وموجبة لسخط الله جل وعلا على الإنسان.
أما القضية الأخيرة التي أحب أن أنبه عليها: من أصابه هم وغم، فليكثر أولاً من الاستغفار، وثانياً: يحاول أن يكون قريباً من رياض الصالحين ومن حلق الذكر؛ لأن الذي فيه مس أو عناء الغالب أن سلطان الشيطان يضعف في بيوت الله جل وعلا، يكثر من غشيان حلق الذكر ومجالس الصالحين، ولذلك وردفي الحديث الصحيح أنها تتنزل عليه الملائكة، والشيطان يفر من الملائكة، قال: إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ [الأنفال:48] قال ابن عباس : [رأى جبريل ومعه الملائكة يوم بدر ، وكان يحرض المشركين على القتال حتى وصلوا إلى بدر ، فلما بلغ قبل العدوة نكص على عقبيه] كان يحرضهم طيلة الطريق أكثر من ثلاثمائة كيلو وهو معهم، يقول لهم: أنتم المنصورون، وأنتم القاهرون، وأنتم وأنتم. حتى بلغوا مشارف الموت، لكي يروا مصارعهم، ويأتي أمر الله وقدر الله فتضرب تلك الرقاب مهينة لمعصية الله جل وعلا، فلما بلغ ذلك ورأى تنزل الملائكة نكص على عقبيه، هنا عرف قدره، أولاً: يكذب ويقول: إني معكم، إني جار لكم. حتى إذا بلغ هذا المبلغ نكص على عقبيه وقال: إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله من شدة ما رأى من هول: تنزل الملائكة وجبريل لكي تقاتل مع أولياء الله جل وعلا، ولذلك من به مس إذا تليت عليه آيات الكتاب ماذا يفعل؟ يصرع مباشرة؛ لا يستطيع، سلطان القرآن على الشياطين قوي، ولذلك ينبغي للإنسان أن يكثر من تلاوة القرآن، فقد ذكروا عن رجل أنه هدده ساحر والعياذ بالله أن يعمل له عملاً، وكان قوي العقيدة في الله جل وعلا، وهو من طلبة العلم. يقول: فحبست عن أهلي فألهمني الله عز وجل، ما أصبحت عندي إلا كثرة الصلاة والدعاء وتلاوة القرآن، ما اشتكيت إلى أحد، ولا ذهبت إلى عراف ولا إلى ساحر، ولكن إلى الله جل جلاله أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ [النمل:62] من الذي يجير ولا يجار عليه سبحانه عز جاهه وتقدست أسماؤه!
يقول: ما مضت قرابة نصف سنة حتى ذهب عني جميع ما أجده، ذهب عن هذا الموفق، فبعد فترة يخبرني يقول: إن هذا الساحر يقول له: كيف حالك مع فلان؟ وكان هذا الساحر يربط الناس -والعياذ بالله- عن أزواجهم، قال: عذبني هذا من كثرة تلاوة القرآن، لأنه لا يستطيع أحد أن يقف أمام كتاب الله جل وعلا كالشهب على الشياطين كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ [هود:1].
وجعل الله فيه رحمة الدين والدنيا والآخرة، ولذلك أي هم أو غم يصيبك عليك أن تتلو آية من كتاب الله حتى ترى العجب، فيه الرحمة، وفيه اليسر، نسأل الله العظيم أن يجعلنا وإياكم من أهله، وأن يحشرنا وإياكم في زمرتهم والله تعالى أعلم.