إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ومـن سيئـات أعمـالنـا مـن يهـده الله فـلا مضل له ومن يضلل فلا هـادي لـه
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسولـه
.. وبعـد أخواني ، أخواتي...
بسم الله الرحمن الرحيم
«ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه، ونحن أقرب إليه من حبل الوريد،
ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد، ونفخ في
الصور ذلك يوم الوعيد، وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد، لقد كنت في غفلة من
هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد»(سورة ق، اية: 16 – 20.
احبتي الكرام يامن قست قلوبكم ويامن تهتم في درووب المعاصي وتبحثون على الدواء الشافي
لهذا السقم الجلل ...
وكلامي هذا تذكير لي ولكم ...
احبتي في الله عندما يقسي قلب احدا ما فيبتعد عن طريق الخير والصواب ..
لن يكون هناك خيار اوسط ...
وسيكون دربه الشر والمعصية والعياذ بالله ..
لذا فان الدوؤاء الشافي باذن الله موجود ..اسمعو لما اقول بأذن صاغية ..
فوالله اني احبكم بالله ولا احب لكم الا الخير ..
في يوم من الايام هتف بي هاتف من الصباح ان يا فلان اقبل فأم فلان قد توفاها الله والدفن بعد قليل ...
ركبت مركبي ..وذهبت للمقبرة ..وعندما وصلت تفاجئت بجموع غفيرة من الناس
وقد اجتمع كلٌ من مكان مع متوافاه ..وقد بلغ عدد الوفيات بهذه الساعة خمسة ..
منهم الرجل الكهل ومنهم المرأة ومنهم الشاب ومنهم الطفل ..وهنا اشير اخوتي الكرام ان
لا احد معفي من هذه الساعة لا كبير ولا صغير ..
فلا تقل انك صغير والموت عنك بعيد ..
صلينا عليهم كلهم صلاة واحدة وانتهت مراسم الصلاة..وبدأت مراسم الدفن وهنا مربط الخيل ..
عندما بدأت الويلات والاصوات تعلو والبكاء على من كتب الله عليهم نهاية العمر ..
ولقد بدت لي الامور عادية جدا فكل ميت له احباب سيبكون عليه وسينوحون ..
ولكن عندما وصلنا الى نهاية مطاف كل انسان... القبر واللحد فتذكرت ؟؟؟؟؟
دار الآخرة ولقد بدأت بالتصور والافكار كثرت على في كل خطوة نخطوها بالدفن ..
وفي اول خطوة تسألت عن ما قدمه هذا الشخص هل كانت اعماله لدار الدنيا ام الاخرة ...
هل سيعذب في قبره ام لا ..وما قول الملكان الذاين ذكرهما سيدنا محمد في الحديث
المروى عن أنس رضي الله عندما قال نبي الله صلى الله عليه وسلم
« إن العبد إذا وضع في قبره ، وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم قال:
يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ قال
: فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله قال : فيقال له :
إنظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة قال نبي الله
صلى الله عليه وسلم فبراهما جميعاً »
وعني انا ماقدمت لحياتي ...وبدأت مشاعر الخوف والهيبة من تلك الساعة وتذكرت
الحديث الشريف في قوله عليه الصلاة والسلام: « زوروا القبور فإنها تذكر الموت» {مسلم
مماجعلني انسى تعلقى بالدنيا ,وشُرعت امامي ابواب الرجوع للوراء للبحث عما كنت قد
اعددت لهذه الساعة ..
عندما ينزل المرء لتك الحفرة الصغيرة مودعا كل احبابه تاركاً ورائه المال الذي كان
يُجاري الليل والنهار لكسبه والبنون الذين افنى عمره بتربيتهم
والاهل والاصحاب وكلهم لن ينفعوه بهذه الساعة ..ولن ياخذ معه الا شيئا واحدا وهو العمل الصالح ..
الذي سيكون بطاقة عبور للانسان المسلم والمؤمن بشرع الله ودينه ونبيه عليه افضل
الصلاة والسلام من الصراط الى جنان الرحمن
التى وعد لها الله في قوله {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ
وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 25
وبعد ذلك اليوم كلما شعرت بان قلبي بدأ يقسى عن الطاعة ورجعت للمعاصي اذهب لذاك المكان
لُأذكر نفسي واعطيها درس مما سبقونا ..الى دار الخلود والتى قد تكون اما جنة او نار
تفتح ابوبها السبع ..
ليسئلها المولى ( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ) ..
اللهم اجرنا منها انك القادر على كل شيئ ....
لذا احبتي خلاصة الحديث ان الدواء الشافي لقسوة القلوب وعدم التفكير بالمعاصي
والتفكير بالاخرة اكثر من الدنيا هو ان تزور القبور او تحضرو دفن احدهم .
لانني مجرب وموقن ان في زيارة القبور فوائد كثيرة منها :
أنها تذكر الموت والآخرة و تقصر الأمل و تزهد في الدنيا و ترقق القلوب
وتدمع الأعين و تدفع الغفلة و تورقث الخشية و تورث الاجتهاد في العبادة .
لذلك اخوتي ارجو ان لا تكونو ممن ياتيهم الهدى فيعرضو عنه ..لان لكل منا اجل منتهى
قال تعالى : ( لكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) الأعراف 34
فسارعو للتغيير فانكم والله لمدركون فاستبقوا باب التوبة، فإن رب تلك الدار يجير ولا يجار عليه،
«فإذا أمنتم فاذكروا الله كما هداكم»البقرة، آية: 198.
واعمــل لـــــدار غد رضــــوان خازنها.....والجار أحمــد والرحمن ناشيــها
دار للـمرء بعــد المـوت يسكنـها.....إلا التي كان قبل المـوت بانيـــها
فإن بنـاها بخـير طـاب مسـكـنه......وإن بنـاهـا بشــــر خـــاب بانيـــــها
الــمرء يبـسطها والــدهر يقبضـــها.....والنفـس تنشرهــا والمـوت يطويـها
مـن يشـتري الدار في الفــردوس يعمرها.....بــركعة في ظــلام الليــل يحييهــــا
اقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم انه هو الغفور الرحيم ....
الرئيسية 
