شبكة غرداية التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى التعليم و التكوين الشامل
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 رمضان الفضيل و إحياء السنن

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
hacker-dz
..:: عــــضــــو متــمــيـز ::..
..:: عــــضــــو متــمــيـز ::..
hacker-dz


||•الجنس•|: : ذكر
||•مسآهمآتے•| : 74
||تـقـييمےُ•|: : 0
تاريخ التسجيل : 24/01/2013

رمضان الفضيل و إحياء السنن  Empty
مُساهمةموضوع: رمضان الفضيل و إحياء السنن    رمضان الفضيل و إحياء السنن  Empty17/7/2013, 1:44 pm

  رمضان الفضيل و إحياء السنن




مرحبًا شهرَ الصيام


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :


كأني أسمع كل قلب مؤمن صادق يردد : مرحبًا شهرَ الصيام .. مرحبا بعزيز طال انتظاره .. مرحبا بضيف يجيئ بالخيرات ، ويحل بالبركات ، وينصرف بغفران الذنوب ومحو الخطيئات .


مرحبًا شهرَ نزول القرآن ، شهر الصيام ، شهر التراويح والتهجد والذكر والاستغفار ، شهر التوبة وغفران الذنوب وتكفير السيئات ، شهر تصفيد الشياطين ومردة الجن ، شهر غلق أبواب النيران ، شهر فتح أبواب الجنان ، شهر الجود والإحسان ، شهر مدارسة القرآن ، شهر العتق من النيران ، شهر ليلة القدر ، شهر رجاء استجابة الدعاء ، شهر الجهاد ، شهر مضاعفة الحسنات ، شهر الصبر والشكر .. شهر المراقبة ..


فـ " يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ .. وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ "


فضل شهر رمضان


لا يخفى على كل مسلم ما يضفيه شهر رمضان المبارك على المسلمين من الروحانية مما يجعلهم يقبلون على الخير بشتى أنواعه، وتصغي آذانهم للمواعظ، وتتفتح قلوبهم لها مما يجعل تأثيرها عظيماً جداً، وشهر رمضان من مواسم الخير المقربة إليه، وأيامه من أفضل الأيام إليه، ويتمثل فضل هذا الشهر الكريم في الآتي:


1ـ إنه شهر القرآن [شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ] [البقرة: 185].فحري بالمسلم أن يجتهد على القرآن قراءة وفهما وتدبرا وعملا لتوجيهاته وإرشاداته .


2ـ هو شهر الصبر حيث يحبس المسلم نفسه عن الأكل والشرب والجماع وغيره في النهار طوال شهرٍ كامل، ولهذا كان الصوم نصف الصبر وجزاء الصبر  الجنة قال تعالى [إنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُون أَجْرَهم بِغَيرِحساب][الزمر: 10].


3ـ فيه تغلق أبواب النيران وتفتح أبواب الجنة، وتصفد الشياطين، لحديث أبي هريرة t أن النبي e قال: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين» متفق عليه.


4ـ في هذا الشهر ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ]لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ[ [القدر:3-5].


5ـ وفيه دعاء مستجاب، لحديث جابر t، أن النبي e قال: «لكل مسلم دعوة مستجابة يدعو بها في رمضان».


رمضان فرصة لإحياء السنن :


ما أعظمها من فرصة وما أسهلها من عبادة لمن وفقه الله تعالى لاغتنام هذا الشهر المبارك الذي وسمه الله بالتقوى       ( لعلكم تتقون ) فمن فاته خير رمضان وبركته ونفحاته فقد فاته خير كثير ، وذلك لأن الأجواء كلها مهيئة للطاعة والعبادة ، وكيف لا  وفيه تفتح أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب النار وتصفد فيه مردة الشياطين ، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة . الله أكبر ما أعظمها من نعمة .


والسنن التي يمكن أن يستغلها المسلم في هذا الشهر ، وقد كان في غفلة عنها زمانا طويلا وهو لا يشعر بها ، فهي فرصة ثمينة لإحيائها وبداية موفقة للاستمرار عليها بعد رمضان ، وخير العمل أدومه و إن قل .


1ـ قراءة القرآن مرتلا آناء الليل وأطراف النهار :


صلة المسلم بالقرآن صلة وثيقة دائمة ، يقرأه في كل وقت ويقف على معانيه وأسراره يعيش به وله ، لأنه كلام الله تعالى المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان نزوله في رمضان قال تعالى : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}البقرة/185


ومن العجائب والغرائب عند فئة ليست بالقليلة من المسلمين هجرهم لتلاوة القرآن والمحافظة على ختمه على الدوام، ولا يعرفون ذلك إلا في رمضان والله المستعان ، وقد حث الله تعالى على تلاوته فقال : { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}المزمل 


قال الحسن :" اقرأه قراءةً بينةً" تفسير الطبري (23/680) .وقال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان (8/357) : فهذا نص على أن العبرة بترتيل القرآن ترتيلا وأكد بالمصدر تأكيدا لإرادة هذا المعنى كما قال ابن مسعود.لا تنثروه نثر الرمل ولا تهذوه  هذ الشعر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.اهـ


وقال تعالى : {إِنّ الّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللّهِ وَأَقَامُواْ الصّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لّن تَبُورَ لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ إِنّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}سورة فاطر


قال ابن كثير رحمه الله : يخبر تعالى عن عباده المؤمنين الذين يتلون كتابه ويؤمنون به, ويعملون بما فيه من إقام الصلاة والإنفاق مما رزقهم الله تعالى في الأوقات المشروعة ليلاً ونهاراً, سراً وعلانية .تفسير القرآن العظيم ( 3/668) وفي السنة أحاديث كثيرة تحث على قراءة القرآن ومعاهدته ومن هذه الأحاديث :


عن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قَالَ : قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ : رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ : لاَ رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ ، وَمَثلُ المُنَافِقِ الَّذِي يقرأ القرآنَ كَمَثلِ الرَّيحانَةِ : ريحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثلِ الحَنْظَلَةِ : لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ » متفقٌ عَلَيْهِ .


فعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله أوصني . قال :«عليك بتقوى الله ؛ فإنه رأس الأمرِ كلِّه» . قلت : يا رسول الله زدني . قال :« عليك بتلاوة القرآن ؛ فإنه نور لك في الأرض ، وذخر لك في السماء » رواه ابن حبان.


وقال الألباني رحمه الله : حسن لغيره (صحيح الترغيب 1422)


عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال : « أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ» ؟ فقلنا : يا رسول الله كلنا نحب ذلك . قال :«أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنْ الْإِبِلِ » رواه مسلم .


وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : « مَنْ قَرَأ حَرْفاً مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا ، لاَ أقول : {ألم} حَرفٌ ، وَلكِنْ : ألِفٌ حَرْفٌ ، وَلاَمٌ حَرْفٌ ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» رواه الترمذي وقال : حسن صحيح غريب .وصححه الألباني ( صحيح الترغيب 1416)


وفي الباب أحاديث كثيرة  اقتصرت على بعضها .


صلاة التروايح :


يتميز شهر رمضان من بين الشهور بقيام رمضان ، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته عليه وأخبر أنَّ من قامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .


عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرَغِّبُ فِى قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِعَزِيمَةٍ ثُمَّ يَقُولُ « مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » هذا لفظ مسلم ، وهو عند البخاري


ويسن لمن صلى التراويح أن لا ينصرف حتى ينصرف الإمام ، وبذلك يكتب له قيام ليلة ، عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ » رواه أحمد (5/159 ، رقم 21457) ، وأبو داود (2/50 ، رقم 1375) ، والترمذي (3/169 ، رقم 806) وقال : حسن صحيح . والنسائي (3/202 ، رقم 1605) ، وابن ماجه (1/420 ، رقم 1327)  وصححه أللباني (صحيح الجامع 1615) 


السنن الرواتب وفضلها : 


عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: حَفِظْتُ مِنَ النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم عَشْرَ رَكَعَاتٍ: رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ، مُتَّفَقٌ عَلَيْه. أخرجه البخاري في كتاب« التهجد»، باب «الركعتين قبل الظهر» (1180) ومسلم في كتاب «صلاة المسافرين»، باب «فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن وبيان عددهن» (729)  وهذا لفظ البخاري.


وعند البخاري : (( وكان لا يصلي الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين )) ولفظ مسلم : (( وبعد الجمعة سجدتين، فأما المغرب والعشاء والجمعة فصليت مع النبي صلّى الله عليه وسلّم في بيته ))


2ـ صلاة الضحى :


من المهم للمسلم أن يجتهد في هذا الشهر أن يحافظ على صلاة الضحى ويعود نفسه عليها حتى يستطيع أن يحافظ عليها دائما .


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (( أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ)) أخرجه البخاري في الصحيح ( 1178 ) باب صلاة الضحى في الحضر ومسلم (721)


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( لَا يُحَافِظُ عَلَى صَلَاةِ الضُّحَى إِلَّا أَوَّابٌ ))  قَالَ: « وَهِيَ صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ »  أخرجه ابن خزيمة في صحيحه ( 1224) الناشر : المكتب الإسلامي / تحقيق الأعظمي وحسنه الألباني كما في صحيح الترغيب (676)


 ومعﲎ أواب: قال النووي : اﳌطيع، وقيل الراجع إﱃ الطاعة


أعمال العشر الأواخر من رمضان :


إن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العشر أنه كان يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها ، وهو أفضل من عبد الله تعالى على الإطلاق فقد قال صلى الله عليه وسلم : أنا أعلمكم بالله وأتقاكم له .


ومن خلال النصوص النبوية يمكن أن نحدد أهم أعمال العشر الأواخر بما يلي :


1ـ إحياء الليل بالطاعة : كما في الحديث أحيا ليله : أي استغرقه بالسهر في الصلاة والذكر و غيرهما


يا نائماً بالليل كم ترقد قم يا حبيبي قد دنا الموعد


وخذ من الليل وأوقاته ورداً إذا ما هجع الرقد


من نام حتى ينقضي ليله لم يبلغ المنزل أو يجتهد


2ـ إيقاظ الرجل أهله للصلاة : كما في الحديث أيقظ أهله ، وذلك ليشاركه أهله في فضل هذه الليالي ، ولا يقتصر على العمل لنفسه ويترك أهله في نومهم ، كما يفعل بعض الناس وهذا لاشك أنه خطأ وتقصير ظاهر.


3ـ اعتزال النساء وذلك بالتفرغ للعبادة والطاعة : وهو المقصود بشذ المئزر في الحديث ، وذلك لتصفو نفسه عن الأكدار والمشتهيات فتكون أقرب لسمو القلب إلى معارج القبول .


4ـ الاعتكاف في المساجد : فقد كان هدى النبي صلى الله علية وسلم المستمر الاعتكاف في العشر الأواخر حتى توفاه الله كما في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ )) البخاري (1922) ومسلم (1172)


 قال ابن بطال رحمه الله : مواظبته صلى الله عليه وسلم على الاعتكاف تدل على أنه من السنن المؤكدة ، وقد روى ابن المنذر عن ابن شهاب أنه كان يقول : عجبا للمسلمين ، تركوا الاعتكاف ، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يتركه منذ دخل المدينة حتى قبضه الله . اهـ شرح البخاري ( 4/181) وفتح البخاري ( 6/343)


 ليلة القدر وفضلها :


إنها ليلة من ليالي رمضان المبارك ، غير أن الله حباها بمزايا وفضائل جعلها تختلف عن غيرها من الليالي ، ويكفي في فضلها ما يلي :


1_ أن الله تعالى ابتدأ نزول هذا القرآن العظيم في هذه الليلة  كما قال ابن عباس رضي الله عنهما : أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في ليلة القدر ويشهد لذلك قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} القدر/1 ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .


2_ وصْفها بأنها خير من ألف شهر في قوله تعالى  : {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} القدر/3


3_ وصفها بأنها مباركة في قوله تعالى : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ} الدخان / 3 .


4_ يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها ، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة


5_ وصفها بأنها سلام ، أي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا أو يعمل فيها أذى كما قاله مجاهد .


_{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ...} الدخان /4 ، أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق ، وما يكون فيها إلى آخرها .


6_ أن الله تعالى يغفر لمن قامها إيماناً واحتساباً ، كما جاء في الحديث : (( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ..)) جزء من حديث أخرجه البخاري (1802) عن أبي هريرة (دار ابن كثير )


عمرة في رمضان


تعتبر العمرة في رمضان من أفضل الأعمال وذلك بالنسبة لمن كان قادرا على ذلك ، وكان للأعمال الصالحة مداوما ، فإنه قد ثبت في السنة أن عمرة في رمضان تعدل حجة تطوع ، فعن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما  أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حِجَّةً" رواه البخاري ومسلم


الصدقة وإفطار الصائم :


من فضائل الأعمال في هذا الشهر كثرة الصدقة وإفطار الصائم لا سيما الفقير والغريب ، ومن النصوص الواردة في ذلك :


فالصدقة تدخل ضمن حديث جود النبي في رمضان :


عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَلْقَاهُ، فِي كُلِّ سَنَةٍ، فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ» متفق عليه


قال الشيخ العثيمين رحمه الله : وكان النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أنس بن مالك رضي الله عنه (أجود الناس) بماله وبدنه وعلمه ودعوته ونصيحته وكل ما ينفع الخلق وكان أجود ما يكون في رمضان لأن رمضان شهر الجود يجود الله فيه على العباد والعباد الموفقون يجودون على إخوانهم والله تعالى جواد يحب الجود وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينزل عليه جبريل في رمضان كل ليلة يدارسه القرآن من أجل أن يثبته في قلبه وأن يحصل الثواب بالمدارسة بينه وبين جبريل وجبريل عليه السلام ينزل لكن على كيفية لا نعلمها لأنه ملك من الملائكة والملائكة لا يرون إلا إذا شاء الله عز وجل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن أجود بالخير من الريح المرسلة أي أنه يسارع إلى الخير عليه الصلاة والسلام ويجود به حتى إنه أسرع من الريح المرسلة يعني التي أرسلها الله عز وجل فهي سريعة عاصفة ومع ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من هذه الريح في رمضان.شرح رياض الصالحين (5/276)


وأما حديث أفضل الصدقة صدقة في رمضان فهو حديث ضعيف .


إفطار الصائم :


عَنْ زَيْدِ بن خَالِدٍ الجُهَنِيِّ  قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا أَطْعَمَهُ وَسَقَاهُ ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ . أخرجه أحمد (4/114 ، رقم 17074) ، والترمذي (3/171 ، رقم 807) وقال : حسن صحيح . وابن ماجه (1/555 ، رقم 17416) وصححه الألباني كما في صحيح الترغيب (1078 )


قال الشيخ رحمه الله في شرحه لهذا الحديث : اختلف العلماء في معنى من فطر صائما فقيل: إن المراد من فطره على أدنى ما يفطر به الصائم ولو بتمرة.


وقال بعض العلماء: المراد بتفطيره أن يشبعه لأن هذا هو الذي ينفع الصائم طول ليله وربما يستغني به عن السحور؟ ولكن ظاهر الحديث أن الإنسان لو فطر صائما ولو بتمرة واحدة فإنه له مثل أجره.


ولهذا ينبغي للإنسان أن يحرص على إفطار الصائمين بقدر المستطاع لاسيما مع حاجة الصائمين وفقرهم أو حاجتهم لكونهم لا يجدون من يقوم بتجهيز الفطور لهم وما أشبه ذلك. شرح رياض الصالحين (5/315)


وفي الختام : الأعمال الصالحة كثيرة ، والسنة حبلى بالأحاديث التي فيها الترغيب والحث على أعمال البر ، ومما ينبغي على المسلم في هذا الشهر الفضيل أن يحفظ لسانه إلا من الخير والحق ، وأن يكثر من الاستغفار والتسبيح والتهليل والتحميد والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم والدعاء وما أدراك ما الدعاء كما في الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


( إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة - يعني في رمضان - وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة ) صحيح لغيره (صحيح الترغيب 1002)، ومطالعة كتب السلف والتأسي بأخلاقهم وآدابهم ، كما يحرص على غض بصره عن النظر إلى ما حرم الله ، وأن يكون سمحا لينا مع الناس ، وإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم ، وليكثر من قول : اللهم سلمنا وسلِّم المسلمين منا لأن أهم شيء في حياة المسلم أن يسلم المسلمون من لسانه ويده جعلني الله وإياكم منهم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
..:: صـــاحـب المنــتـدى ::..

..:: صـــاحـب المنــتـدى ::..



||•الجنس•|: : ذكر
||•مسآهمآتے•| : 3462
||تـقـييمےُ•|: : 1
تاريخ التسجيل : 24/01/2013

رمضان الفضيل و إحياء السنن  Empty
مُساهمةموضوع: رد: رمضان الفضيل و إحياء السنن    رمضان الفضيل و إحياء السنن  Empty23/7/2013, 5:30 pm

Very Happy
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://point-e3tmd.0wn0.com
 
رمضان الفضيل و إحياء السنن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة غرداية التعليمية :: منتدى الإدارة :: ارشيف المنتدى-
انتقل الى: