شبكة غرداية التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى التعليم و التكوين الشامل
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 القرآاان حياتي

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مضايا العزة
..:: عــــضــــو جـــديــد ::..
..:: عــــضــــو جـــديــد  ::..



||•مسآهمآتے•| : 25
||تـقـييمےُ•|: : 1
تاريخ التسجيل : 17/03/2016

القرآاان حياتي Empty
مُساهمةموضوع: القرآاان حياتي   القرآاان حياتي Empty17/3/2016, 8:47 am

ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﻣﻌﻪ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺿﻌﻔﺖ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺻﻠﺘﻨﺎ ﺑﻪ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺻﻠﺘﻨﺎ ﺑﺎﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ؟
ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﻣﻌﻪ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺿﻌﻔﺖ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺻﻠﺘﻨﺎ ﺑﻪ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺻﻠﺘﻨﺎ ﺑﺎﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ؟
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻐﻴَّﺮ ﺣﺘﻰ ﺻﺮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ؟ ﻫﻞ ﺗﻐﻴَّﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟ ﺃﻡ ﺗﻐﻴﺮﻧﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻋﻴﺸﻨﺎ ﻭﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟ ﻭﻣﺎ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺍﻷﻣﻢ ﻓﻲ ﺭِﻓﻌَﺘِﻬﺎ ﻭﺿَﻌَﺘِﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﻋﺰَّﺗﻬﺎ ﻭﺫُﻟِّﻬﺎ؟
ﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ‏« ﺇﻥَّ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻳﺮﻓﻊ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻗﻮﺍﻣﺎً، ﻭﻳﻀﻊ ﺑﻪ ﺁﺧﺮﻳﻦ ‏» .
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ، ﻭﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻭﻳﺸﻤﻞ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻷﻣﺔ، ﻓﻤﻦ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻧﺎﻝ ﺍﻟﺮﻓﻌﺔ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ، ﻭﻣﻦ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻨﻪ ﻋﻮﻗﺐ ﺑﺎﻟﺬﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﻧﺔ .
ﻭﺑﻬـﺬﺍ ﺍﻟﻤﻴـﺰﺍﻥ ﺍﻟﻨﺒـﻮﻱ ﻟﻠﻘـﺮﺁﻥ ﻋـﺮﻑ ﺳـﻠﻔﻨﺎ ﺍﻟﺼـﺎﻟﺢ - ﺭﺣﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻭﺃﺛﺮﻩ، ﻓﺠﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻤﺎﺩ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ، ﺗﻼﻭﺓً ﻭﺗﻌﻠُّﻤﺎً ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﺎً ﻭﻋﻤﻼً؛ ﻓﺎﻟﺼﻐﻴﺮ ﻳﻨﺸﺄ ﺑﺘﻌﻠُّﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ ﺗُﺮﺑَّﻰ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳُﻔﺘَﺘَﺢ ﺑﺘﻌﻠُّﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺣِﻔْﻈِﻪ، ﻭﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﻠﻬﺎ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﻭﻋﻤﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻣﺴﺎﺟﺪﻫﻢ ﻣﻌﻤﻮﺭﺓ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻋﺒﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ﻭﺻﻠﻮﺍﺗﻬﻢ، ﻭﻣﺠﺎﻟﺴﻬﻢ ﻭﺳَﻤَﺮﻫﻢ، ﻭﺃﺳﻔﺎﺭﻫﻢ ﻭﺗﻨﻘﻼﺗﻬﻢ، ﻭﺟﻬﺎﺩﻫﻢ ﻭﻓﺘﻮﺣﺎﺗﻬﻢ ... ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺇﻧﻤﺎ ﻋﻤﺎﺩﻩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺃﻣﺎ ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﻢ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎﻫﻢ ﻭﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻢ، ﻓﻼ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻨﻪ ﺃﺑﺪﺍً .
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ - ﺣﻘﺎً - ﺃﻣﺔ ﺗﻌﻴﺶ ﻭﺗﺤﻴﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ؛ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ، ﻭﻫﺬﻩ ﺑﻌﺾ ﺻﻮﺭ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺳﻠﻔﻨﺎ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ :
1 - ﻋــﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻗــﺎﻝ : ﻗــﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ‏« ﺇﻧﻲ ﻷﻋﺮﻑ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺭﻓﻘﺔ ﺍﻷﺷﻌﺮﻳﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﺣﻴﻦ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ، ﻭﺃﻋﺮﻑ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﺍﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ؛ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻟﻢ ﺃﺭَ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﺣﻴﻦ ﻧﺰﻟﻮﺍ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ‏» ‏( ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ‏) .
2 - ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻷﺣﻮﺹ ﺍﻟﺠﺸﻤﻲ ﻗﺎﻝ : ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﻄﺮﻕ ﺍﻟﻔﺴﻄﺎﻁ ﻃﺮﻭﻗﺎً - ﺃﻱ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻟﻴﻼً - ﻓﻴﺴﻤﻊ ﻷﻫﻠﻪ ﺩﻭﻳﺎً ﻛﺪﻭﻱ ﺍﻟﻨﺤﻞ ‏( ﺃﻱ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ‏) . ﻗﺎﻝ : ‏« ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺄﻣﻨﻮﻥ، ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ؟ ‏» ‏( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺻﺤﻴﺢ ‏) .
ﻓﻬﺬﻩ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻭﺻﻔﺘﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻫﻲ ﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻷﻣﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ؛ ﻭﻟﺬﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺄﻣﻨﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ . ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ :- ‏« ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺄﺩﺑﺔ ﺍﻟﻠﻪ؛ ﻓﻤﻦ ﺩﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ ‏» .
3 - ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ : ‏« ﺇﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﺭﺃﻭﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺭﺑﻬﻢ، ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺪﺑﺮﻭﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻭﻳﻨﻔِّﺬﻭﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ‏» .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ : ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭﺫﻛﺮ ﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻣﻊ ﺗﺪﺑﺮ ﻭﺗﻔﻬُّﻢ ﻳﻌﻘﺒﻪ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻭﻋﻤﻞ .
4 - ﻭﺣﺎﻣﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ ﺣﺎﻣﻞ ﻟﺮﺍﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﺰﻡ ﻭﻗﻮﺓ، ﻭﺟِﺪٍّ ﻭﻓﺘﻮﺓ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :- ‏« ﺣﺎﻣﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﺎﻣﻞ ﺭﺍﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻠﻬﻮ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﻠﻬﻮ، ﻭﻻ ﻳﺴﻬﻮ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺴﻬﻮ، ﻭﻻ ﻳﻠﻐﻮ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﻠﻐﻮ، ﺗﻌﻈﻴﻤﺎً ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ‏» .
5 - ﺃﻣﺎ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺗﺪﺑﺮﺍً ﻭﺧﺸﻮﻋﺎً ﻓﺄﻣﺮ ﻣﻌﺮﻭﻑ؛ ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻲ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺯﺭﺍﺭﺓ ﺑﻦ ﺃﻭﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻱ ﺍﻟﺤﺮﺷﻲ ‏( ﺃﺑﻮ ﺣﺎﺟﺐ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ‏) ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﻯ ﻟﻪ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ، ﺭﻭﻯ ﺑَﻬﺰ ﺑﻦ ﺣﻜﻴﻢ ﻗﺼﺔ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻓﺬﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﺃﻣَّﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﺑﻨﻲ ﻗﺸﻴﺮ ﻓﻘﺮﺃ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻗﻮﻟﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ :- } ﻓَﺈﺫَﺍ ﻧُﻘِﺮَ ﻓِﻲ ﺍﻟﻨَّﺎﻗُﻮﺭِ . ﻓَﺬَﻟِﻚَ ﻳَﻮْﻣَﺌِﺬٍ ﻳَﻮْﻡٌ ﻋَﺴِﻴﺮٌ { ‏[ ﺍﻟﻤﺪﺛﺮ : ٨ - ٩ ‏] ﻓﺨﺮَّ ﻣﻴﺘﺎً . ﻗﺎﻝ ﺑﻬﺰ : ﻓﻜﻨﺖ ﻓﻴﻤﻦ ﺣﻤﻠﻪ .
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻨﺪ ﺳﻠﻔﻨﺎ ﺃﺳﺎﺱَ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻻ ﻳﺰﺍﺣﻤﻪ ﺃﻱ ﻋﻠﻢ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻣﻨﻬﺞ ﺁﺧﺮ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﺒﻌﺎً .
ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﺃﻭَّﻝ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .
ﻭﺍﻟﻮﻓﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﺪ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﺄﺧﺬ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻪ ﻣﻨﻪ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻗﺪﺍﺭﻫﻢ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﻤﺪﻯ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﻭﺣﻔﻈﻬﻢ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ .
ﻓﻬﺬﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﺪِّﻡ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻴﺨﺔ ﻗﻮﻣﻪ ﻭﻛﺒﺎﺭﻫﻢ ؛ ﺣﻴﺚ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺆﻣﻬﻢ ﺃﻗﺮﺅﻫﻢ، ﻓﻨﻈﺮﻭﺍ، ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﺣﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻗﺮﺁﻧﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻛﺒﺎﻥ ﻓﻘﺪﻣﻮﻩ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺳﺖ ﺃﻭ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦ ... ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻭﻫﻮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺟﻌﻞ ﺷُﻮَّﺍﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ، ﻭﺃﺩﺧﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ - ﻋﻠﻰ ﺻﻐﺮﻩ - ﻟﺘﻤﻴُّﺰﻩ ﺑﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ؛ ﻓﻌﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ - ﻗﺎﻝ : ‏« ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﺃﺻﺤﺎﺏَ ﻣﺠﻠﺲ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻭﻣﺸﺎﻭﺭﺗﻪ ﻛﻬﻮﻻً ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻭ ﺷﺒﺎﺑﺎً ‏» ‏( ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ‏) .
ﻭﺣِﻔْﻆُ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳُﺒﺪَﺃ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ . ﻭﺣِﻠَﻖ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ . ﻭﻋﻴﺐ ﻛﺒﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻠﻢ ﺑﻔﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺗﻌﻠُّﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺣﻔﻈﻪ . ﻭﻣﺤﻔﻮﻇﺎﺕ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .
ﻭﺍﻟﺨﻼﺻﺔ : ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﺎﺳﻪ ﻭﻋﻤﺎﺩﻩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻋﻠﻮﻣﻪ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮﻩ .
ﻫﺬﺍ ﺣﺎﻝ ﺳﻠﻔﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؛ ﻓﻘﺎﺭِﻧﻮﻩ ﺑﺄﺣﻮﺍﻝ ﺃﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻫﺎ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ، ﻓﺴﺘﺠﺪﻭﻥ ﺳﺆﺍﻻً ﻳﺜﻮﺭ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻜﻢ : ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﺿﻌﻔﺖ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻭﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻨﺎ؟ ﻭﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﻭ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺑﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ؟
ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﻧﻌﻢ ! ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻛﺜﻴﺮﺓ؛ ﻷﻥَّ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻕٍ ﻭﻣﺤﻔﻮﻅٌ ﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻭﻟﻦ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻐﻴﺮﻧﺎ ﻧﺤﻦ ﺃﻭ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻋﺪﺍﺅﻧﺎ ﺃﻥ ﻳﻐﻴﺮﻭﻧﺎ ﺃﻭ ﻳﺼﺮﻓﻮﻧﺎ ﻋﻨﻪ .
ﻭﺇﻧِّﻲ ﺫﺍﻛﺮٌ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ : ﻛﻴﻒ ﻧﺤﻴﺎ ﻭﺃﻣﺔَ ﺍﻹﺳﻼﻡِ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥِ؟
ﺃﻭﻻً : ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔُ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙُ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻤﻨﺰﻟﺔِ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥِ، ﻭﺃﻧﻪ ﻛﻼﻡُ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻻ ﻳُﻘﺎﺱُ ﺑﻜﻼﻡ ﺍﻟﺒﺸﺮِ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ، ﻭﻳﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮٌ ﻣﻬﻢٌّ، ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺜﻘﺔُ ﺑﻨﺼﻮﺻِﻪِ ﺛﻘﺔً ﻣﻄﻠﻘﺔً، ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖُ ﺍﻟﺠﺎﺯﻡُ ﺑﻜﻞِّ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖَ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ، ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﺮﺩ ﻭﺑﺎﻷﻣﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺷﺆﻭﻧﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ...
ﻓﻼ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﺼﻮﺕ ﺃﻥْ ﻳﻌﻠﻮ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻻ ﻟﻤﺘﻌﺎﻟﻢٍ ﺃﻥْ ﻳﺘﻌﺎﻟﻢَ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥِ، ﻓﻴﻌﻤـﻞَ ﻓﻲ ﻧﺼـﻮﺻِﻪ ﺗﺤـﺮﻳﻔﺎً ﻭﺗﻌﻄﻴﻼً، ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳُﺸﻜِّﻚَ ﻓﻲ ﺷﻲﺀٍ ﻣﻦْ ﺣﻘﺎﺋﻖِ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻣﻌﺎﻧﻴﻪ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬَ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳَﺸﺘﻬﻲ ﻭﻳﺘﺮﻙَ ﻣﺎ ﺧﺎﻟﻒَ ﻣﻦ ﻫﻮﺍﻩ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠَﻪ ﻋِﻀِﻴﻦ ﻣﻔﺮَّﻗﺎً ﻳﺆﻣﻦُ ﺑﺒﻌﻀِﻪ ﻭﻳﻜﻔﺮُ ﺑﺒﻌﻀِﻪ ﺍﻵﺧﺮِ؛ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ :- } ﻭَﻣَﻦْ ﺃَﺻْﺪَﻕُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻗِﻴﻼً { ‏[ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ : ٢٢١ ‏] } ﻭَﻣَﻦْ ﺃَﺻْﺪَﻕُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺣَﺪِﻳﺜﺎً { ‏[ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ : ٧٨ ‏] .
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻻ ﻳﺨـﺎﻃﺐُ ﺑﻪ ﻓﺌـﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻛﺎﻟﺤﻜـﺎﻡ - ﻣﺜﻼً ﻭﻫﻢ ﻣﺨﺎﻃﺒﻮﻥ - ﻭﺇﻧَّﻤﺎ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﺑﻪ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻓﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻋﺒﺎﺩﺍﺗﻪ ﻭﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻪ . ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢَ ﺃﻥَّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻔﻪ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ :- ‏( ﻓﻴﻪ ﻧﺒﺄ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻜﻢ، ﻭﺧﺒﺮُ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻛﻢ، ﻭﺣُﻜْﻢُ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻜﻢ، ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻬﺰﻝ، ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ ﻣﻦ ﺟﺒﺎﺭ ﻗﺼﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻦ ﺍﺑﺘﻐﻰ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﺃﺿﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻫﻮ ﺣﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺘﻴﻦ، ﻭﻧﻮﺭﻩ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﺰﻳﻎ ﺑﻪ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ، ﻭﻻ ﺗﻠﺘﺒﺲ ﺑﻪ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ، ﻭﻻ ﻳﺸﺒﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻭﻻ ﻳَﺨْﻠَﻖ ﻋﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺮﺩ، ﻭﻻ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﻋﺠﺎﺋﺒﻪ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻪِ ﺍﻟﺠﻦ ﺇﺫ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻟﻮﺍ : } ﺇﻧَّﺎ ﺳَﻤِﻌْﻨَﺎ ﻗُﺮْﺁﻧﺎً ﻋَﺠَﺒﺎً . ﻳَﻬْﺪِﻱ ﺇﻟَﻰ ﺍﻟﺮُّﺷْﺪِ ﻓَﺂﻣَﻨَّﺎ ﺑِﻪِ ﻭَﻟَﻦ ﻧُّﺸْﺮِﻙَ ﺑِﺮَﺑِّﻨَﺎ ﺃَﺣَﺪﺍً { ‏[ ﺍﻟﺠﻦ : ١ - ٢ ‏] .
ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﻪ ﺻﺪﻕ، ﻭﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻪ ﺃُﺟِﺮ، ﻭﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺑﻪ ﻋﺪﻝ، ﻭﻣﻦ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻫُﺪِﻱ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺍﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ‏) .
ﺇﻥَّ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﻒ ﺃﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﻧﺼﺪِّﻕ ﺑﻬﺬﺍ ﻧﻈﺮﻳﺎً، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻧﻜﺎﺩ ﻧﺸﻜﻚ ﻓﻴﻪ ﻋﻤﻠﻴﺎً . ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺮ ﺃﻣﺮﺍﺿﻨﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ، ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ .
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﺮ ﺁﺧﺮ، ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻈﻦ ﻇﺎﻥٌّ ﺃﻥَّ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻣﺜﻞ ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻨﺼﺮِ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﺃﻭ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺬﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ، ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﺗﺨﻠﻔﺖ، ﻓﺘﻀﻌﻒ ﺛﻘﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻳﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻭَّﻝ ﺃﻭ ﻳﺤﺮﻑ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻟﺘﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ .
ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻄﺄ ﻛﺒﻴﺮٌ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ؛ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻫﻮ ﺍﻷﺻﻞَ ﻭﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺗﺎﺑﻌﺎً ﻟﻪ .
ﺇﻥَّ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻥ ﻧﻮﻗﻦ ﻳﻘﻴﻨﺎً ﺗﺎﻣﺎً ﺃﻥ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﻖ ﻭﺻﺪﻕ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﺃﺑﺪﺍً، ﻭﺃﻥَّ ﺗﺨﻠُّﻒ ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺭﻩ ﻣﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﻣﻢ ﺃﻭ ﺑﻤﺨﺎﻟﻔﻲ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ، ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻣﺜﻞ ﺗﺨﻠِّﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ، ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﻗﻴﺎﻣﻬﻢ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻛﻤﻞ، ﺃﻭ ﻭﻗﻮﻋﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ... ﻭﻫﻜﺬﺍ .
ﺇﻥَّ ﺧﻼﺻﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ - ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃﻧﺎ ﺑﻪ - ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻡُ ﻋﻠﻰ ﺃﻥَّ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﻖ ﻭﺻﺪﻕ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ، ﻭﺃﻥَّ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ - ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻳﺘﺪﺑﺮ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺤﻀﺮَ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺁﻳﺔ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻗﺼﺔ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﻜﻢ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻧﻬﻲ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ .
ﺇﻥ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﻫﻲ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻻ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺑﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﻝ .
ﻭﺇﻟﻴﻜﻢ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ :
- ﻗﺎﻝ - ﺗﻌﺎﻟﻰ :- } ﻭَﻣَﻦْ ﺃَﻋْﺮَﺽَ ﻋَﻦ ﺫِﻛْﺮِﻱ ﻓَﺈﻥَّ ﻟَﻪُ ﻣَﻌِﻴﺸَﺔً ﺿَﻨﻜﺎً { ‏[ ﻃﻪ : ٤٢١ ‏] .
- ﻭﻗﺎﻝ - ﺗﻌﺎﻟﻰ :- } ﻭَﻟَﻦ ﻳَﺠْﻌَﻞَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟِﻠْﻜَﺎﻓِﺮِﻳﻦَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْـﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﺳَﺒِﻴﻼً { ‏[ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ : ١٤١ ‏] .
- ﻭﻗﺎﻝ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻋﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ : } ﺿُﺮِﺑَﺖْ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢُ ﺍﻟﺬِّﻟَّﺔُ ﺃَﻳْﻦَ ﻣَﺎ ﺛُﻘِﻔُﻮﺍ ﺇﻻَّ ﺑِﺤَﺒْﻞٍ ﻣِّﻦَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺣَﺒْﻞٍ ﻣِّﻦَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ { ‏[ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ : ٢١١ ‏] .
- ﻭﻗﺎﻝ - ﺗﻌﺎﻟﻰ :- } ﺇﻥ ﺗَﻨﺼُﺮُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﻨﺼُﺮْﻛُﻢْ ﻭَﻳُﺜَﺒِّﺖْ ﺃَﻗْﺪَﺍﻣَﻜُﻢْ .{ ‏[ ﻣﺤﻤﺪ : ٧ ‏]
- ﻭﻗﺎﻝ - ﺗﻌﺎﻟﻰ :- } ﺇﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻻ ﻳُﻐَﻴِّﺮُ ﻣَﺎ ﺑِﻘَﻮْﻡٍ ﺣَﺘَّﻰ ﻳُﻐَﻴِّﺮُﻭﺍ ﻣَﺎ ﺑِﺄَﻧﻔُﺴِﻬِﻢْ { ‏[ ﺍﻟﺮﻋﺪ : ١١ ‏] .
- ﻭﻗﺎﻝ - ﺗﻌﺎﻟﻰ :- } ﻓَﻼ ﻭَﺭَﺑِّﻚَ ﻻ ﻳُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺣَﺘَّﻰ ﻳُﺤَﻜِّﻤُﻮﻙَ ﻓِﻴﻤَﺎ ﺷَﺠَﺮَ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ { ‏[ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ : ٥٦ ‏] .
- ﻭﻗﺎﻝ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺑﺎ : } ﻳَﻤْﺤَﻖُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺍﻟﺮِّﺑَﺎ ﻭَﻳُﺮْﺑِﻲ ﺍﻟﺼَّﺪَﻗَﺎﺕِ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻻ ﻳُﺤِﺐُّ ﻛُﻞَّ ﻛَﻔَّﺎﺭٍ ﺃَﺛِﻴﻢٍ { ‏[ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : ٦٧٢ ‏] .
ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ :
ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ZOLD
..:: عــضـــو نشــيط ::..
..:: عــضـــو نشــيط ::..



||•مسآهمآتے•| : 35
||تـقـييمےُ•|: : 1
تاريخ التسجيل : 24/03/2016

القرآاان حياتي Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرآاان حياتي   القرآاان حياتي Empty24/3/2016, 3:47 pm

جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yakoub mahrez
..:: عــــضــــو متــمــيـز ::..
..:: عــــضــــو متــمــيـز ::..



||•مسآهمآتے•| : 130
||تـقـييمےُ•|: : 1
تاريخ التسجيل : 13/05/2016

القرآاان حياتي Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرآاان حياتي   القرآاان حياتي Empty13/5/2016, 11:47 am

شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ♥
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥ 
ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
3ZbNy 7oBk
..:: عــــضــــو ذهــبـي ::..
..:: عــــضــــو ذهــبـي ::..
3ZbNy 7oBk


||•الجنس•|: : ذكر
||•مسآهمآتے•| : 500
||تـقـييمےُ•|: : 25
تاريخ التسجيل : 06/08/2015

القرآاان حياتي Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرآاان حياتي   القرآاان حياتي Empty3/6/2016, 8:08 pm

لا جديد سوى رائحة التميز
تثور من هنا ومن خلال هذا الطرح
الجميل والمتميز ورقي الذائقه
في استقطاب ما هو جميل ومتميز
تحياتى لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القرآاان حياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة غرداية التعليمية :: ركن غرداية العام :: منتدى مواضيع العامة-
انتقل الى: