"ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻔﻈﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻏﺮﺏ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ، ﻭﻣﺎ ﺣﺴﻨﺖ ﻓﻲ ﻛﻼﻡ ﻗﻂ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﻣﻨﻪ ، ﻭﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ( ﺿﻴﺰﻯ ) ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:- ( ﺗﻠﻚ ﺇﺫﺍً ﻗﺴﻤﺔ ﺿﻴﺰﻯ ) ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺣﺴﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻦ ﺃﻏﺮﺏ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺃﻋﺠﺒﻪ ، ﻭﻟﻮ ﺃﺩﺭﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺻﻠﺢ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﻏﻴﺮﻫﺎ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻨﻬﺎ - ﻭﻫﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺠﻢ - ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺎﺀ ، ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﺎﺻﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺻﻞ ، ﺛﻢ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﺽ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﺫ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ، ﻭﺯﻋﻤﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﺴﻤﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺑﻨﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﻭﺃﺩﻫﻢ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:- {ﺃﻟﻜﻢ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﻟﻪ ﺍﻷﻧﺜﻰ. ﺗﻠﻚ ﺇﺫﻥ ﻗﺴﻤﺔ
ﺿﻴﺰﻯ} [ﺍﻟﻨﺠﻢ:22] ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻏﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺃﺷﺪ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻣﻼﺀﻣﺔ ﻟﻐﺮﺍﺑﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﻜﺮﻫﺎ ."