شبكة غرداية التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى التعليم و التكوين الشامل
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 لا تسقني ماء الحياة بِذِلَّةٍ ♦♦♦ بل فاسْقِني بالعزِّ كأسَ الحنظل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
..:: صـــاحـب المنــتـدى ::..

..:: صـــاحـب المنــتـدى ::..



||•الجنس•|: : ذكر
||•مسآهمآتے•| : 3462
||تـقـييمےُ•|: : 1
تاريخ التسجيل : 24/01/2013

لا تسقني ماء الحياة بِذِلَّةٍ ♦♦♦ بل فاسْقِني بالعزِّ كأسَ الحنظل Empty
مُساهمةموضوع: لا تسقني ماء الحياة بِذِلَّةٍ ♦♦♦ بل فاسْقِني بالعزِّ كأسَ الحنظل   لا تسقني ماء الحياة بِذِلَّةٍ ♦♦♦ بل فاسْقِني بالعزِّ كأسَ الحنظل Empty22/1/2016, 9:00 pm

• الحريَّة هي غياب الإكراه، ويصبح الإنسان حرًّا في لحظة تمنِّيه لذلك، ومن يُنكر الحريةَ على الآخرين لا يَستحقها لنفسه؛ فالحريَّة هي ثَورة الإنسان على الظُّلم والاستبداد، وهي كَسر القيودِ والثورة على الظَّالم؛ فكرامة الإنسان لا تَسمح له بالرضوخ والاستسلام، فالحريَّة هي أعلى وأغلى مراتب الحياة، وهي مَطلب البشريَّة لتعيش بعزَّة وكرامة وإباء، وهي أمانَة تَقع على عاتق الإنسان الحرِّ، ويجب عليه التَّضحية من أجلها؛ بروحه ودمه ونفسِه، ولكي تكون حُرًّا يجب أن تتحلَّى بالشجاعة والصَّبر، وتتحمَّل كل المصاعِب والمشاقِّ التي تَعترض طريقك إلى الحريَّة.
• إنَّ العبودية نفَقٌ ضيِّقٌ مُظْلِم، والحرية أفق واسع مُنير، والفرق بين مدلولات الاثنين كالفرق بين الثَّرى والثريَّا؛ إنَّ الحريَّة في الإسلام مَحدودة بحدود الشريعة، تهذِّبها وتَنسجها بما يتوافَق مع الطَّبيعة الإنسانيَّة، التي لا تطيق الحريَّةَ المُطلقة، ولا تطيق الكبتَ وقهر الحريات، فهي وسطٌ بين نقيضين، وكذلك هو الإسلام وسط بين طرفين مَذمومين؛ فإنَّ الحريَّة الإسلاميَّة بمعناها السليم تكرِّس للعبودية لله تعالى وحده، وترفع الإنسانَ عن العبودية لكلِّ ما سواه، ولقد جاء الإسلام ليضمن الحريَّةَ للإنسان؛ ولذلك حرص الإسلامُ على تربيتها وتهذيبها وتقويمها، وضمن للمسلم الحريةَ الشخصيَّة؛ حريَّة العمل والمأوى، والتملُّك والتعلُّم، وغيرها من أنواع الحريات، وإنَّ أول وأعظم وأرقى مَظهر من مظاهر الحريَّة في الإسلام هو التوحيد؛ الذي هو تَحريرٌ للإنسان من قيود الشِّرك، وجعله لا يَنحني إلَّا لخالقه سبحانه وتعالى.
• إنَّ الله تعالى لمَّا بعث رسولَه صلى الله عليه وسلم بدين الإسلام، كانت العبوديَّة مُتفشِّية في البشر، وأقيمَت عليها ثروات كثيرة، وكانت أسبابها كثيرة، مثل: الأَسر في الحروب، والخطف في الغارات، وبيع الآباء والأمَّهات أبناءهم، والرهائن، والتداين... إلخ، فكان من مقاصد الإسلام سدُّ الروافد التي تؤدِّي إلى الرقِّ والعبوديَّة لغير الله تعالى، فأبطل الإسلامُ جميعَ هذه الروافد، عدا الأسر.
• والمولى سبحانه وتعالى وهو يَضرب لعباده المثَلَ - وله وحده المثَل الأعلى - أقرَّ للإنسان حريَّتَه حتى فيما يتعلَّق بأمور الإيمان والعقيدة والتوحيد، وهي أَسمى الأمور، وحمَّله مسؤوليَّة حريَّته في إيمانه وكفره، وهذا هو العدل التامُّ، وأقام عليه الحُجَّة بما أعطاه من حريَّة قوامها الإرادة والاختيار والعقل، قال تعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ﴾ [الكهف: 29]، وقال تعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ﴾ [البقرة: 256].
• فمن أراد الحريَّةَ الحقَّة، فلينظُر مدى توافُقها مع شِرعَة الله وصِبغَته، ومن أراد أن يُحسِن سِياجَ الحرية، فليستمِع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله تعالى فرضَ فرائضَ فلا تُضيِّعوها، وحدَّ حدودًا فلا تعتدُوها، وحرَّم أشياءَ فلا تنتهِكوها، وسكتَ عن أشياء رحمةً غيرَ نسيان فلا تبحَثوا عنها))؛ حديثٌ حسنٌ، رواه الدارقطني وغيرُه.
فليتَّقِ الجميع حدودَ الله؛ فإنَّ الله تعالى يقول: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 187]، ويقول سبحانه: ﴿ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ﴾ [الطلاق: 1].
• ومن الملاحظ أنَّ الحريَّة في التربية الإسلاميَّة ليست مُطلقة العنان حتى تهوي بصاحبها إلى قاع الضَّلال الروحي ودرك الانحطاط الأخلاقي؛ بل هي حريَّة واعية مُنضبطة، فإذا خرج بها الإنسانُ عن أحكام الدِّين، ونطاق العقل، وحدود الأخلاق، ومَصلحة المجتمع - تمَّت مساءلتُه ومحاسبته؛ منعًا لإيقاع الضَّرر بالآخرين أو بالمجتمع، أو فساد الدين والدنيا، وهذا على نَقيض مَن ينظرون إلى الحريَّة النظرة البهيميَّة التي باسمها يَنتهكون الأعراضَ، ويحاربون الدين، ويتمرَّدون على الفطرة السويَّة.
• واقع الحريَّة في العالم العربي والإسلامي: يُشكِّل العالَم الإسلامي ما يقرب من ربع سكان العالم؛ البالغ تعداده حوالي 6 مليار نسمة، كما تشكِّل مساحته ما يُعادل خُمس مساحة اليابسة، ومع هذا الكمِّ الكبير والمساحة الشاسِعة فإنَّ عالمنا العربي والإسلامي ما زال يعاني الكثيرَ من النَّقص والقصور إزاء تناول قضيَّة الحريَّات؛ فحريَّة الفكر والعقيدة وحق التنظيم، والحق في محاكمة عادلة والامتناع عن التعذيب... إلخ - كلُّها مصطلحات لها دلالات مختلفة بالنِّسبة للحكومات والأيديولوجيات والسياسات، وتشغل حيزًا غير قليل من فكرة حقوق الإنسان.
وإذا كانت تلك المفردات قد وجدَت طريقَها إلى التقنين الدولي في إطار حقوق الإنسان، فإنَّ عالَمنا العربي والإسلامي ما زال يعاني الكثيرَ من النَّقص والقصور والانتهاكات إزاء هذه المشكلات وغيرها، فنرى الازدواجيَّة في المفاهيم وفي الممارسات والقَمع، فالحرمات تُستباح، والأعراض تُنتهك، والأنفس تُزهق وتُباد، والحريَّات تصادر تحت ستار من قوانينَ ما أنزل الله بها من سلطان، ولكنْ صاغَها وارتضاها طغمةٌ من الظالمين؛ لتثبيت أركان عروشهم.
♦ نداء لكل ظالم:
• يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "متى استعبدتم الناسَ وقد ولدتهم أمَّهاتهم أحرارًا؟!"، ألا فليتَّقِ اللهَ أولئك الظالمون المُتهوِّرون الذين يُصوِّبون فُوَّهات بنادقهم وأسلحتِهم إلى صُدور إخوانهم وبني مجتمعهم؛ فيقتُلون ويُسرِفون في القتل، ويرتكِبون أبشعَ الجرائم والمجازِر، ويقيدون بل ويصادرون الحريَّات، فلا يَرعَون حُرمةَ دمٍ ولا مالٍ ولا ولد؛ كل ذلك لأجلِ عَرَضٍ من الدنيا زائِل، قدَّموا مصالِحَهم على حُرمات العباد، حتى لقد صارَ إراقة الدَّمِ عندهم أهونَ من قتل البَعوضة، وهذا هو البَوارُ والخُسران، قال تعالى: ﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾ [العنكبوت: 13].
• ومن يتتبَّع كتابَ الله تعالى وسنَّةَ نبيه صلى الله عليه وسلم، يَعلم أنَّ حفظَ بُنيان المسلم مِن أعظم المصالِح التي دلَّ عليها الشارِعُ الحكيم، وأنَّ انتهاكَه من أعظم المفاسِد التي حذَّرَ منها، وقتلُ النَّفس المُحرَّمة جزءٌ من ذلكم، وفي هذا من الظلم والنِّكايةِ ما لا يخفَى على بشر، وقتلُ النَّفس المعصومة كبيرةٌ من كبائر الذنوب؛ فقد قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93]، وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((لَزوالُ الدنيا أهونُ على الله من قتلِ رجلٍ مسلمٍ))؛ رواه الترمذي، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لو أنَّ أهلَ السماء وأهلَ الأرض اشتركوا في دمِ مؤمنٍ، لأكبَّهم الله في النار))، وقال أيضًا: ((يجِيءُ المقتولُ يوم القيامة آخِذًا رأسَه بيمينِه تَشْخَبُ أوداجُه في قِبَلِ عرش الرحمن يقول: سَلْ هذا: فيمَ قتلَني؟))؛ رواه أحمد.
• والواقع يشهد بأنَّ القاتل مسجونٌ ولو كان طليقًا، مَهمومٌ ولو بدَتْ نواجِذُه؛ لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((لن يَزالَ المؤمنُ في فُسحةٍ من دينه، ما لم يُصِب دمًا حرامًا))؛ رواه البخاري، وقد قال ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: "إنَّ من ورطات الأمور التي لا مخرجَ لِمن أوقعَ نفسَه فيها: سَفكَ الدم الحرام بغير حِلِّه".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://point-e3tmd.0wn0.com
 
لا تسقني ماء الحياة بِذِلَّةٍ ♦♦♦ بل فاسْقِني بالعزِّ كأسَ الحنظل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  37 مـــــــــــثل في الحياة
» مواقف من الحياة
» مواقف من الحياة
» كيف نتعامل مع جمالية الحياة
»  كيف كانت الحياة الإقتصادية في فترة الحضارة الإسلامية؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة غرداية التعليمية :: منتدى الإدارة :: ارشيف المنتدى-
انتقل الى: