Admin
..:: صـــاحـب المنــتـدى ::..
||•الجنس•|: : ||•مسآهمآتے•| : 3462 ||تـقـييمےُ•|: : 1 تاريخ التسجيل : 24/01/2013
| موضوع: أظـُنـُها مَضت لِـلعلياء 16/1/2016, 9:37 am | |
| أظـُنـُها مَضت لِـلعلياء قلبٌ ينضحُ بالعبرات .. مقلٌ لا تكادُ تغفو مِنَ الأنـّات .. فاهٌ رُسِمت تعاريجَهُ دَكناءَ كما الآه .. شِفاهٌ ما عادت تنبـِضُ فقدْ أضحت خرْساء .. تجاعيدٌ لُوِّنت بــِطبشورِ العناء .. جدائلٌ متدليةٌ منْ جذر بشرةٍ ما عادت سمحاء .. خُصلٌ بيضاء تَمطت هامةَ رأسٍ كم أذلَه قولُ الآه .. فورانُ دماء يقرنه جمودٌ في الأعضاء .. فـِكرُها يكسوه الرعدُ ولا يُمطِرُ إلّا أشلاء .. عقلُها يعصِفُه الموجُ ولا يُبقي إلّا نتوءاتٍ تفيض قيحـًا من مدى الأعباء .. فَهي تِلكَ التي زَخرَفَت مُستَقبَلَها وَصاحِبَ العِمامةِ البيضاء .. على قطعةٍ مخمليةٍ حمراء .. فَكيفَ تغدو الآن عاجزةً بـِلا رُؤياه ؟! وهل مِنْ سَبيلٍ إلى لُقياه ؟! وما عادَ بينَ يديها إلّا ذِكراه .. وورقةٌ مطويةٌ نقَشت فيها بعضـًا مِنْ أشعارِها وَهي مَنْ غَدت كَمَنْ مَسّهُ سَكرٌ مِنْ هَواه .. ما عاد سِوى رنينُ قَهقَهتِها مَعَهُ يُدَوّي في الأرجاء .. تَنهدت .. وَأطلَقت زَفرةً علّها تُسابـِقُ بها الرياح الهيجاء .. علّها تُبعِدُ عنْ نفسِها تلك الشحنات .. هي ثكلى بل هي في هذا الوجودِ نكراء .. فَتحت فيها لِتنشُد : عَصرتُ القَلبَ مَوجُوعـًا .. على فقدٍ لكَ طالا .. رَشَفَتُ الآهةَ الحَرّى .. مِنَ الجُرعاتِ ألوانا .... رَتلَتها .. أبدَعَت في تلحينِها .. حتى خَفُتَ صوتها .. بل هو قَدْ بُح .. لازمَهُ قِطار ذكرياتٍ فاضَ قيحـًا .. اختلطَ بالطِيب .. نهضَت لِترُشَ قَطرَ ماءٍ على وجهـِها .. علّها تُعيد لهُ رونَقه .. سارت .. وسارَ فِكرُها مَعَها .. فرَمَشَت بـِعينيها مُستحضِرةً صورته .. ثغرُه الباسم .. ضحكه يَعلو ويخفُت .. استنشَقَت الهواء الذي سارعت رئتاها بلفظِه .. ملقيةً باردَ الماءِ على وجهـِها .. انتفضت .. وكأنها بَدلَ أنْ تلثم الجُرح .. أيقَظَته .. تلَوّت وهي تخطو نَحو غُرفتِها .. صَفَقَتِ الباب .. فتراقصت ابتسامةُ ألمٍ على صداه .. عانَقت وِسادَتها .. وأسدَلَت دُموعـًا مِنْ جَفنيها .. إلى أنْ تَبـِعَته .. أظُنُها مَضت لـِلعلياء . | |
|