بعد أدائه أدوار البطولة في عدد من المسلسلات اللبنانية منها، «طالبين القرب»، و«عبده وعبدو»، و«مجنون ليلى» وأخيراً «قلبي دق» الذي عرض في رمضان الماضي، استطاع الممثل اللبناني يورغو شلهوب أن يثبت حضوره ويسجل نجاحه ليس في الدراما اللبنانية فحسب، بل في العربية حيث شارك في «سرايا عابدين» في جزأيه.
يورغو الذي لعب البطولة مراراً وتكراراً لا يمانع أن يحلّ ضيفاً على أي مسلسل ناجح شرط أن تكون الشخصية مقنعة بالنسبة إليه، ويصور قريباً فيلمه السينمائي الجديد على أمل أن يقدم عملاً مسرحياً ينال إعجاب الجمهور. التقيناه ويكشف في السطور القادمة كواليس عدد من أعماله ويتحدث عن جديده.
* ماذا يعني لك عرض مسلسل «قلبي دق» خلال شهر رمضان؟
ذلك دليل على أن هذا العمل خاض غمار المنافسة ونجح بقوة، الأصداء التي وصلتني حول نجاحه أكثر من إيجابية فهو احتل المرتبة الثانية بعد مسلسل «باب الحارة» خلال النصف الأول من شهر رمضان ثم احتل المرتبة الأولى خلال النصف الثاني من الشهر وهذا الأمر أسعدني.
* وكيف كان التعامل مع كارين رزق الله؟
التناغم الذي شعرنا به أثناء تصوير المسلسل ظهر عبر الشاشة، باختصار أعجبني العمل ككل، فالنص مكتوب بطريقة تحفظ البناء الدرامي، وتترافق فيه قصة الحب مع الضحكة وعمق المعاني.
* تزامن عرضه مع بث الجزء الثاني من مسلسل «سرايا عابدين»، هل ثمة مقارنة بينهما بالنسبة إليك؟
لا يمكن المقارنة بين اللبناني والعربي نهائياً، الإنتاج العربي ضخم جداً، أما اللبناني فمازال متواضعاً، لكن هذا لا ينفي سعادتي بالعملين وبعرضهما خلال شهر رمضان حيث المنافسة على أشدها واستطاعا تسجيل نسبة مشاهدة عالية.
* لأية درجة تعوّل على ضخامة الإنتاج في نجاح العمل؟
ليس كثيراً، المال لا يصنع عملاً جيداً، إنما النص والإخراج والأداء التمثيلي هي العناصر الأساس في نجاح العمل، ثم يأتي التسويق الذي يسهم في انتشار العمل ويتيح مشاهدته وإقبال الجمهور عليه ودليل ذلك نجاح «قلبي دق» رغم إمكاناته المتواضعة، لكن قناعتي تلك لا تنفي أننا بحاجة لتخصيص الدراما اللبنانية بميزانية جيدة ترفع من شأنها أكثر، فهي تملأ فراغاً كبيراً لا تستطيع البرامج التي تحظى بملايين الدولارات ملأها لذلك لا بُدّ من الاهتمام بها، والاعتراف بأهميتها من قبل محطات التلفزة.
* من يتحمل مسؤولية هذا التقصير تجاه الدراما؟
القنوات اللبنانية تقول إنها غير قادرة على تحمل نفقات الإنتاج، لكنها تخصص البرامج المشتراة من الخارج بمبالغ كبيرة، ولا تترك حصة للدراما، كما أن المنتجين يصرّون على تنفيذ العمل سريعاً مما يؤثر سلباً في نوعيته، وبالتالي يخفض من سعره خلال تسويقه الداخلي والخارجي، وفي الوقت نفسه يستحيل التعميم لأن بعض المعنيين استفاقوا من سباتهم وأدركوا أن العمل الجيد يفرض نفسه ويعود بالأرباح على أصحابه، وهم يركزون اليوم على أدق تفاصيل العمل الدرامي ويتخطون العقبات التي تحول دون انتشاره ما يجدد الأمل بمستقبل الدراما والهوية المحلية التي نريد إيصالها عربياً.
* وما رأيك بالأعمال ذات الخلطة العربية؟
هناك أعمال مختلطة ناجحة ومقنعة وجاء اختلاف الجنسيات فيها متناغماً مع النص والأحداث، أما أن تُزّج الجنسيات المختلفة في العمل لتكون سبباً لبيعه فهذا أمر خاطئ لا أؤيده.
* من الأعمال المختلطة نتوقف عند «سرايا عابدين» كيف ترى مشاركة اللبنانيين فيه، وتعاملك مع كارمن لُبُس؟
فريق العمل بذل كل ما لديه لإنجاحه، لذلك حظي بنسبة مشاهدة عالية في جزئه الأول ما استدعى تنفيذ الجزء الثاني الذي شاهدناه خلال رمضان الماضي، وبالنسبة لكارمن لُبُس التي أحبها منذ تشاركنا التمثيل في «نساء في العاصفة» وكان التعامل معها أكثر من رائع كما أفتخر بالتعامل مع كل فنان محترف.
* هذا الودّ بينك وبين من تتشارك معهم الأعمال، هل يشوبه بعض الخلافات مع الفنانين؟
إطلاقاً، طوال 20 عاماً هي عمري الفني لم يكن للخلافات مكان في حياتي، لا خلف الكواليس ولا أمام الكاميرات حتى أنني لم أُصرّح ضد أحد ولم يُصرّح أحد ضدي، وسبب ذلك أنني على قناعة بأن كل إمرئ يأخذ ما يستحقه.
* ما رأيك بظاهرة «الزمرة» السائدة في الوسط الفني؟
لا أؤيد الحصرية وأبحث عن العمل الجيد والشخصيات المتنوعة، لكن ظاهرة «أحلاف العمل» موجودة في الوسط الفني العالمي والمحلي ولست أعارضها لكنني لا أستطيع خوضها على الصعيد الشخصي، هناك منتجون يرتاحون لفريق عمل محدد ويقدمون أعمالهم عبره وأحياناً ينتجون وفي أحيان أخرى يفشلون.
* إذن اخترت ألاّ تكون محسوباً على أحد؟
بالتأكيد، لأنني ضد المحسوبيات، وقد حاولت بعض الشركات أن تشركني في كل أعمالها لكنني حريص على انتقاء أعمالي، أوافق على أداء الشخصية التي تقنعني مع المخرج والمنتج وفريق العمل الذين أرتاح إليهم.
* هل تغريك أدوار البطولة؟
تجذبني الشخصية المحورية ومنذ بدأت مشواري لعبت أدوار البطولة، لكن لا مانع لديّ أن أحلّ ضيفاً، في «سرايا عابدين» لم ألعب دور البطولة لكنني اقتنعت بالشخصية التي أؤديها وأغرتني بنية وفريق العمل.
* في «سرايا عابدين» أحسّ المشاهد أن الكل أبطال أو أن البطولة مشتركة؟
هذا الأمر إيجابي ويعطي كل فنان حقه، والبطولة المشتركة ظاهرة سائدة في الأعمال الضخمة وأنا أؤيدها.
* يُقال إنك لا تكتفي بالدور المقنع فحسب، بل بالأجر المرتفع أيضاً؟
أعطي الأولوية للدور الذي أؤديه وأحرص على الحصول على حقي المادي فأنا صادق في عملي، وضحيت وتعبت حتى حققت اسماً يعود على المنتجين بالمال، فلماذا لا آخذ حقي، إضافة إلى ذلك فأنا أختار أعمالي بدقة ولا أُشارك إلاّ في عملين في السنة وأختلف في ذلك عمن نشاهدهم في مجموعة من الأعمال في الوقت نفسه، لست أسعى لجمع المال من التمثيل ولو كنت قبلت كل الأعمال التي عرضت عليّ كنت استطعت جمع ثروة.
* هل تلوم من يُقبلون على الأدوار دون انتقائية؟
إطلاقاً، لأن الحياة صعبة والفنان مثل كل إنسان لديه عائلة ومتطلبات، لكن ربما لأنني استندت خلال مدة طويلة إلى الدوبلاج فقد استطعت أن أرفض كل عمل لا يناسبني وبعدما بات لديّ اسم انصرفت كلياً إلى الدراما والمسرح والسينما وأعتاش منها، أما غيري فلم تتسن له الفرص ذاتها، ولا يمكننا أن نلومه لأنه غير قادر على رفض أعمال لا تضيف إلى مسيرته.
* على ذكر الأدوار، هل تتحضر لعمل جديد؟
سأُباشر قريباً تصوير فيلم سينمائي لا يمكنني خوض تفاصيله قبل بدء التصوير، وهناك مشروع عمل لرمضان المقبل، ولديّ رغبة شديدة لتقديم عمل مسرحي لأنني مشتاق إلى الخشبة وتحول ظروف التصوير دون لقائي المباشر مع الجمهور لكن سأجتهد لأعطي المسرح حقه من وقتي لأن له مكانته الخاصة بالنسبة إليّ.
الرئيسية 
