الممثل مراد العشابي قال إنه يستفيد من تجربة "بزيز" ويستشيره في اختياراته
قال الممثل والصحافي مراد العشابي إنه لم يكن يوما متحمسا للظهور في التلفزيون المغربي بالنظر إلى الارتجال الذي يطبع اختيار الأعمال التي تمر فيه. وأضاف العشابي أن مشاركته في سلسلة "مرحبا بصحابي” مكنته من الاحتكاك بجيل من الممثلين المخضرمين بالمغرب، كما تحدث عن أعماله الجديدة وعلاقته بالفنان الساخر أحمد السنوسي "بزيز” وأشياء أخرى تجدونها في هذا الحوار.
< شاركت في سلسلة "مرحبا بصحابي” ما هي القيمة المضافة التي تظن أنها أضافتها إلى مسيرتك الفنية والإعلامية وهل فيها ما يستحق أن يجعلك تزيل قبعة الصحافي لترتدي قبعة الممثل؟
صراحة لم أتحمس يوما للظهور في التلفزيون نظرا لسمعته والارتجال والهواية في اختيار البرامج والأعمال التي تقدم للجمهور المغربي الذي بحت حناجره بالشكوى والانتقاد، وقد ساقني الحظ لأن أساهم في عمل درامي مختلف تشارك فيه ثلاثة أجيال من الممثلين المغاربة، من بينهم من بدأ مساره الفني في الخمسينات من القرن الماضي وعايش فترة الاستقلال وما بعدها، وكان المسرح هو مدرسته الحقيقية الأولى ثم الدراما الإذاعية إلى حين تأسيس أول قناة تلفزيونية في الستينات.
فهؤلاء الرواد، كالمحجوب الراجي وصلاح الدين بنموسى ومصطفى الزعري والحسين بنياز، يمتلكون أسلوبا خاصا بهم وبصمة متميزة، فمنهم من مارس الكتابة الساخرة، ومنهم من خاض غمار كتابة السيناريو، لكنهم في نهاية المطاف يعتبرون قمة قمم الأداء الدرامي في المغرب، ويتميزون بإحساس مرهف وسلاسة في تشخيص الأدوار، ثم الجيل الثاني من الممثلين مثل فاطمة وشاي ونعيمة إلياس، الأمر الذي ساعدني على الانسجام معهم، بل إن علاقاتنا توطدت أيضا بعد أن اتفقنا أخيرا على إعداد مجموعة من الأعمال الفنية التي لا تعترف بفارق السن ولا بالعمر الفني، ولست أحمق أو مجنونا لأرفض العمل إلى جانب»مجموعة مدارس رواد فن التشخيص بالمغرب»، وهؤلاء يستحقون أن أزيل لأجلهم قبعة الصحافي وأنحني تقديرا لمسارهم المسرحي وأعمالهم الدرامية المتنوعة التي تربينا عليها ونحن أطفال.
< مشاركتك في بعض الأعمال الفنية تجعلك تطلع على عوالم هذا المجال من «الداخل» بعد أن كنت تواكبها من «الخارج» كيف ترسم لنا معالم الوضع الفني والإنتاجي في المغرب؟
رائحة الوضع الفني والإنتاجي المغربي أزكمت أنوف من في «الداخل» أو «الخارج» الجميع بات يعرف كيف تصل بعض الأعمال التافهة شاشة التلفزيون وتفرض على الجمهور لمشاهدتها ساعة الذروة، لأن صاحب العمل شخص له نفوذ وعلاقات متشابكة، فيما الإبداع آخر شيء يناقش في العملية الإنتاجية إن وجدوا له وقتا لمناقشته، والأكيد أن الإنتاج الدرامي التلفزيوني يعرف فوضى وانتشار المحسوبية والزبونية التي تصيب العديد من الممثلين بالإحباط، خصوصا حين يقدم مخرجون وشركات على إقحام أشياء بعيدة كل البعد على المجال الفني في أعمال تلفزيونية وسينمائية دون سند أخلاقي أو منطقي.
< ما هي أبرز أعمالك الفنية قبل المشاركة في بطولة «مرحبا بصحابي»؟
< قبل أن أشارك في مسلسل «مرحبا بصحابي» أنهيت جولتي الأوربية والوطنية برفقة المخرج الفرنسي نيكولا فان كوفان بمجموعة من المدن، من خلال عرضي الفني «أولاد لبلاد»، وقبلها شاركت في مسرحية إيطالية بعنوان «كوميديا غالوري» إخراج ماركوليلي لفرقة ليوغي ديلارتي، وأخرجت مسرحية «عايشة قنديشة» بدعم من الاتحاد الأوربي.
وسبق أن شاركت في مجموعة من الأعمال على القناة الأولى المغربية كسلسلة «سير حتى تجي» للمخرج سعيد أزر و»قطار الحياة» للمخرجة فاطمة الجبيع و»مداولة» لحكيم بيضاوي و»الخواتات» لعبد الصمد دينية و»ماشاف مارا» للمخرج علي الطاهري والفيلم التلفزيوني»خريف الأحلام» لحميد بناني. على مستوى القناة الثانية المغربية، شاركت في عدة أعمال من بينها «رمانة وبرطال» للمخرجة فاطمة بوبكدي و»عائلة محترمة» لكمال كمال و»مول الطاكسي»لمحمد ليشير، و»الغالية» و»الحبيبة أمي» للمخرجة جميلة برجي، فضلا عن تنشيط مجموعة من البرامج الإذاعية كبرنامج «الحوار المفترض» الذي كان يذاع على أمواج الإذاعة المغربية، وأفلام سينمائية مختلفة، وهذه اول بطولة لي في عمل تلفزيوني رمضاني، وأشكر المخرج علي الطاهري والمنتج الفني المختار عيش على هذه الثقة.
< تربطك علاقة قرابة بالفنان أحمد السنوسي «بزيز»، إذ هو خالك، هل تستشيره في اختياراتك الفنية، وإلى أي حد استفدت من تجربته الإبداعية؟
< أتشرف بانتمائي وسعيد لأن جسدي يسري فيه الدم نفسه لهذا الفنان الممنوع الذي اعتبره أخي الأكبر، فنان بقي في موقفه ورفض مجموعة من الإغراءات من أجل كرامة الفنان أولا وكرامة الإنسان ثانيا، آخذ منه الاستشارة بحكم تجربته الكبيرة ودرايته بالمجال، هو الشخص الذي يفيدني وأرجع له باستمرار، وفضله كبير على تجربتي الفنية المتواضعة، فضلا عن والدي ووالدتي، أطال الله عمرهما، اللذين ساهما بكل الطرق والوسائل في تكوين شخصيتي، والمؤكد أن سوق العمل الفني بالمغرب سوق ميت لا وجود فيه إلا لمنتوجات موسمية بائتة، ولا توجد اختيارات متنوعة حتى يترك للفنان مجال للانتقاء أو الاستشارة.
< ما هو جديك الفني ؟
أستعد حاليا لتقديم برنامج» تولك شو «على القناة الإلكترونية «الأخبار تي في» أستضيف فيه مجموعة من مشاهير الفن والثقاقة بالمغرب، كما أستعد لتصوير عمل تلفزيوني رفقة المخرج علي الطاهري، فضلا عن عملي المسرحي «أولاد لبلا» للمخرج الفرنسي نيكولا فان كورفان.
أجرى الحوار: عزيز المجدوب