يكاد كارلوس عازار الممثل والمغني ومقدم البرامج والوجه الإعلاني، لا يرتاح أبداً من قراءة النصوص ودراسة الأدوار والاستعداد لما هو مقبل، يقول إنه لا يهدأ ولا يستكين. ينتقل من عمل إلى آخر بحثاً عن نجاح جديد يضيفه إلى مسيرته الفنية، شاهدناه أخيراً في المسلسل الرمضاني «درب الياسمين» وسمعناه أيضاً في أغنية «بيوصل عطرك»، يترقب أصداء ما قدّمه من دون تأخير في تصوير أعمال جديدة يخبرنا عنها في هذا اللقاء.
* لنبدأ من «درب الياسمين» المسلسل الرمضاني الذي جسّدت فيه شخصية «محمود» كيف تقيّمه؟
لا أُبالغ إذا اعتبرت «درب الياسمين» كمسلسل لبناني استطاع إحراز نجاح كبير بين الأعمال التي عرضتها الشاشات خلال شهر رمضان، وخاض غمار المنافسة بقوة، وهذا ما كنت أتوقعه لأن شركة الإنتاج «مركز بيروت الدولي للإعلام» وفّرت كل ما يلزم لنجاح العمل، فكان النص والسيناريو والإخراج والتمثيل كلها كما يجب أن تكون وتضافرت جهود كل فريق العمل لإعطاء أفضل ما لديهم.
* لأول مرة تلعب دور المقاوم، فهل تماهيت مع الشخصية؟
بالتأكيد، منذ قرأت الشخصية أحببتها، وتماهيت معها لأحوّلها من حبر على ورق إلى واقع يؤثر ويتأثر بكل ما حوله، «محمود» الشخصية المثال لشريحة كبيرة من اللبنانيين الذين تفرض مخاطبتهم نوعاً خاصاً من التمثيل ليعيش الحالة كما يجب.
* هل تخوفت من احتساب العمل موجهاً لفئة محددة من الجمهور كونه يُعرض عبر شاشة «المنار»؟
لا تساورني هذه المخاوف أبداً، فأنا ممثل أؤدي الدور الذي أقتنع به وبأهميته في المسار الدرامي، وبرسالته التي تعكس روح الواقع مهما كان، أدواري متنوعة وأعمالي كثيرة ومنها ما يعرض عبر الشاشات المختلفة، ومنها ما هو محلي وعربي وأرضي وفضائي، المهم أن يصل العمل إلى الجمهور وأن أُساهم كممثل لبناني في إيصال الدراما اللبنانية إلى مكانها الصحيح.
* أنت اليوم من نجوم الصف الأول، هل باتت لديك شروط لقبول عمل ما، كأن تكون البطل الأول؟
إطلاقاً، ليست لديّ شروط من هذا النوع وأعتبر أن حبي للعمل والتفاني فيه أوصلني إلى الصفوف الأولى وحقق لي الشهرة والنجاح وما إلى ذلك، فكانت هذه الأمور بمثابة النتيجة الطبيعية لما أقوم به، إضافة إلى ذلك فإن أدوار البطولة التي لعبتها جاءت في محلّها وكان العمل يفترض بطلاً واحداً تتمحور حوله الأحداث.
* ماذا عن البطولة المشتركة؟
شاركت في مجموعة من الأعمال التي تفرض مجموعة من الأبطال الرئيسيين في العمل وكنت سعيداً بما قدمته، وعموماً علاقاتي جيدة مع الزملاء والزميلات في الوسط الفني، وكلنا نقدّر تعاوننا مع بعضنا بعضاً لما فيه خير العمل.
* ما رأيك في الأعمال المعربة؟
أخاف من المعّرب عندما يكون معلباً، فأنا مؤمن بأن الدراما مرآة الواقع وأفضل أن تكون أعمالنا متناغمة مع الأرض التي نقف عليها، مع التأكيد على أنني لست ضد التعريب كظاهرة فهناك أعمال مقتبسة ومأخوذة عن قصص عالمية لكن موضوعها إنساني شامل يكون مقنعاً من خلال معالجته الدرامية ويحقق نجاحاً باهراً في حبكته وإخراجه وأداء ممثليه.
* يُقال إن أغلبية الأعمال التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية «مختلطة» فهل أنت مع الخليط العربي الذي نشاهده؟
هذه المسألة دقيقة وحساسة بالنسبة إلي، فلا يمكنني أن أكون مع أو ضد «الخلطة العربية» في أعمالنا بشكل قاطع، فهناك حبكة درامية تفرض تنوع الجنسيات واللهجات، وينتمي أبطال القصة المكتوبة لأكثر من بلد، أما إذا كان المقصود إدخال اسم هذا الممثل أو ذاك لزيادة عدد المشاهدين فحسب، فهذا الأمر مرفوض بالنسبة إلي، لأنه يستخف بالحبكة والقصة والمشاهد، والاستخفاف بالنسبة إلي مرفوض تماماً، حتى لا أحبّ أن يزج اسمي عبثاً وأحرص على الدور المقنع.
* يبدو أنك غير متسامح مع نفسك فهل تنتقد نفسك أم تستمع لآراء الآخرين؟
النقد الذاتي هو البناء، وأُحاسب نفسي على أدائي وليس على النجاح الذي حققه العمل ككل، لأن هناك أعمالاً جيدة، شاركت فيها وتعبت وأدّيت شخصيتي على أفضل ما يكون، ومع ذلك لم تحظ بالنجاح جراء عرضها في وقت غير ملائم، أو جراء مشكلات خارجة عن طوعي، كممثل، ولن أُسمي هذه الأعمال بالتأكيد، لكنني أعرفها، إضافة إلى النقد الذاتي فأنا أفتش عن نقد المحترفين العارفين بأصول المهنة وأستمتع إلى آرائهم وأستفيد منها.
* قريباً تنتهي من تصوير «سولو الليل الحزين» هل يختلف شادي عن غيره من الشخصيات التي لعبتها سابقاً؟
بالتأكيد، الاختلاف أساس، وأدواري في «باب إدريس» و«أجيال» و«عصر الحريم» و«عشرة عبيد صغار» و«درب الياسمين» وغيرها كلها تعكس بحثي عن المختلف والجديد، شادي شخص يحب عمل الخير وصاحب شركة يعيش قصة حب أفلاطونية مع تاتيانا مرعب، ويفاجأ بأحداث غير متوقعة، في العمل يشارك أليكو داوود، وسام حنا، فادي متري وستيفاني سالم ونضع اللمسات الأخيرة حالياً على مشاهدنا ليعرض العمل في شهر سبتمبر/أيلول المقبل، وأقرأ نصاً جديداً لفيلم سينمائي.
حرص على التنويع
يتحدث كارلوس عازار عن مجموعة من الأعمال التي قدمها في البداية قائلاً: «كل عمل قدمته ساهم في وضع الصورة النهائية التي أنا عليها اليوم، منذ بداية مشواري حرصت على اختيار الأدوار التي تقنعني درامياً كي لا أندم فيما بعد، لم أسع خلف الكمية على حساب النوعية، بل كنت أرفض أي عمل لا يقنعني ولا يشبهني أو يساعدني على إبراز جزء من قدراتي التمثيلية، حرصت دائماً على التنويع لاكتشاف نفسي أكثر والتعرفبكارلوس كممثل يتماهى مع أدوار الخير والشر والضحك والبكاء، ومن حسن حظي أنه كان لي ما أردت».