فرضت الفنانة العراقية ميس كمر وجودها على الدراما الخليجية بأداء متقن وروح مرحة، وهي التي تدين بالفضل إلى الفنان عبدالحسين عبدالرضا في انطلاقتها الثانية من خلال مسلسل "أبوالملايين”. حلت ميس ضيفة مساء الاثنين على برنامج "آت نت” عبر أثير إذاعة "كويت FM” مع المذيعين أسماء سيف وجاسم العبوة لتتحدث عن حضورها الدرامي والمسرحي وتستذكر محطات مهمة في بدايتها البرنامج من اعداد نايف النعمة ومشعل مناور واخراج جابر الجاسر.
وقالت ميس في مستهل حوارها "عندي موهبة التمثيل منذ كنت صغيرة وامتلكت طاقة في مختلف الأنشطة، لاسيما الجمباز ولمست تفاعلاً كبيراً من المدرب الروسي الذي دائماً ما أشاد بي”.
وأكدت على انها وفية لأصدقائها وزملائها وتحرص على التواصل معهم رغم ظروف الحياة التي تفرق الأهل عن بعضهم البعض وليس الأصدقاء فقط.
ميس تعتبر ان الابتسامة مثل الكلمة الطيبة، تسهم في مسح الأحزان وإدخال البهجة والسرور على من حولها لاسيما في ظل ما نعانيه في الوطن العربي من ويلات الحروب والاختلاف في وجهات النظر، لافتة إلى أنها متابعة جيدة للأعمال الدرامية الكويتية منذ سنوات.
وأشارت إلى أن هناك انتقادات غير بناءة تسبب ابتعاد الموهوبين عن الساحة، نظراً لأن بعض هذه الانتقادات قد تطول حياة الفنان وأسرته وأبنائه، لذا يقرر الانزواء بعيداً عن الأضواء، خصوصاً إذا افتقر لقوة الإرادة، وقالت إن الفنان العراقي الراحل راسم الجميلي هو من اكتشفها، لافتة إلى أنها تدين بالفضل إلى الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا في حضورها الدرامي الخليجي الكبير، موضحة: شاهدني على موقع "يوتيوب” في مسلسل "أم ستوري” واستعان بي في مسلسل "أبوالملايين” وهي ثقة كبيرة أعتز بها، وعندما طلبني حينها كنت في مصر أصور مسلسل "أكبر كذاب” واعتقدت ان الأمر كاميرا خفية ولم أصدق، إلا عندما التقيت به شخصياً وبدأنا العمل.
وكشفت ميس عن انها تلقت عروضاً عدة عقب النجاح الذي حققه مسلسل "أبوالملايين”، لكنها اعتذرت عنها لأنها كانت تتهيأ لمسلسل "العافور” واستذكرت كيف سبب دخولها مجال التمثيل مشكلات عدة مع أهلها، موضحة: نحن في مجتمع ذكوري مقيد ببعض التقاليد، وشددت على ان الفنان يستطيع أن يضبط أداءه ويتحمل تبعات أي قرار يتخذه وأي عمل يشارك فيه.
ورداً على سؤال حول تجربتها في المسرح الكويتي وكيف وجدت تفاعل الجمهور، أشارت إلى أن الجمهور ذكي ويعشق المسرح ويقدر الفن الراقي ويقيم الفنان بصورة صحيحة واستطردت: الجمهور الكويتي لا يجامل. واستذكرت كمر عملها الأول في العراق، حيث قالت انها تقاضت ألف وخمسئة دينار عراقي وكان يعتبر حينها مبلغاً كبيراً، وأضافت: أحاسب نفسي، لكنني لا أندم على أي تجربة، لأن ذلك من شأنه عرقلة مشوار الفنان، وكشفت عن انها لا تحب التقليد، وإنما تبتكر الشخصيات وضربت مثالاً بشخصية "أم ستوري” موضحة: عقدت جلسات عمل عدة مع مخرج المسلسل وخرجنا بشخصية "أم ستوري” وكانت فأل خير، لأنها لفتت انتباه الفنان عبدالحسين عبدالرضا.
وعرجت الفنانة العراقية إلى دراما بلدها وقالت: كل شيء في الحياة مرتبط بالفن، لو ما دخل العراق منزلق الحروب والصراعات لكان للدراما هناك شأن آخر، ولكن تبقى لدينا محاولات من قناتي "الشرقية” و”العراقية” اللتين قدمتا أعمالاً عدة رغم الظروف الصعبة والأوضاع الأمنية المتوترة.
وحول إمكانية اقتحامها مجال الإنتاج قالت ميس: لو كنت الآن في بلدي ولم أغادرها ربما فكرت في هذا الأمر، ولكنني كنت أتنقل مع أسرتي طوال السنوات الماضية بين دول عدة، لذا لا أفكر في الإنتاج وإنما أبحث عن وطن أستقر فيه بسلام بعيداً عن الحروب، مؤكدة على ان الفنان العراقي مهمش وأن الدولة في حروب مستمرة أدت إلى احتراق المكتبة التلفزيونية العراقية.