بسم الله الرحمن الرحيم
سُئل الإمام الشنقيطي رحمه الله عن وصيةٍ يوصي بها المسلمين قبل قدوم مواسم الطاعات ماذا يصنعون كي يُحسنوا استقبالها؟ فقال: أكثروا من الاستغفار؛ فإنّ الذنوب تحرِمُ المرء من التوفيق لمواسم الطاعات ! فها هو موسمٌ قادمٌ علينا خصّه الله عز وجل وميّزه عن غيره بمزايا أخبرنا إياها وأجره عظيمٌ مضاعف ليس كسائر الأشهر فاغتنميها واحرصي أن تكوني من المستغفرات وممن ينظر الله إليهن في هذا الشهر بعين الرحمةِ والمغفرةِ ويجعلهن من الفائزات برضوانه والعتق من نيرانه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرُ رَمَضانَ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللهُ عليكم صِيَامَهُ ، تُفَتَّحُ فيه أبوابُ الجَنَّةِ ، وَتغلَّقُ فيه أبوابُ النَّارِ ، فيه لَيْلَةٌُ خَيْرٌ من ألفِ شَهْرٍ ، مَن حُرِمَ خَيْرَها فقد حُرِمَ. ))
وهذا لَفْظُ حماد بن زيد ، أخرجه النسائيُّ ، عن بِشْر بن هلال .
[size=24]أيتها الصائمةُ للهِ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تذكري أنكِ في طاعةٍ وعبادةٍ متواصلة في هذا الشهر الكريم، فالصيامُ عبادةٌ متصلة تبدأ من الفجر وحتى المغرب ليست كسائر العبادات التي تنتهي بخروج وقتها كالصلاة، أو بمجرد تسليمها وإخراجها لمستحقيّها كالصدقة والزكاة. تذكري أنك عندما تقرأين كلام الله وتستغفرين بل وعندما تقومين وتضطجعين وتحضرّين الطعام بلا إسراف ولا مبالغة فأنتِ تتقلبين في عبادة !! إيّ والله ، فاحرصي قدر استطاعتك أن تتجنبي الرفث والفسوق ولا تجادلي أهل بيتك وزوجك وأولادك وتغتابي هذه وتلك وبادري بمسامحة كل من له حقٌ عليكِ ولا يدخلنّ الشهر عليكِ إلا ووأدتِ البغضاء والشحناء بينك وبين أخوانكِ وأخواتكِ المسلمات. وانصتي بقلبك لقول الإمام ابن مسعود رضي الله عنه حين سُئل عن كيفية استقبال هذا الشهر المبارك وطريقة الصحابة رضوان الله عليهم في التهيؤ له، حيثُ قال:[/size]
(( ما كان أحدنا يجرؤ أن يستقبلَ الهلال وفي قلبهِ مثقال ذرة حقدٍ على أخيه المسلم! ))
فهل تستحقّ نفسكِ أن تقيّديها بسلاسل الحقد والبغض وتمنعيها من أن تمد يديها بالخير والمحبة والمسامحة مصافحةً أخواتها في دينِ الله؟ أعيدي التفكير في علاقاتك بالآخرين وبادري بالصُلح :")
[size=24]أيتها الصائمةُ للهِ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لا بُد أن تضعي في الحسبان أنكِ في شهر رمضان تسيرين في دربٍ مليءٍ بالأشواك !! نعم وهي الشواغل والقاطعات عن الذكر والملاهي واللهو فحاذري وانتبهي لخطواتك جيداً ولا تتعثري ! والله لو طلبتُ منك أن تشربي الماء أثناء صيامك لرفضت ولو كلفك ذلك حياتك ! فكيف باللهِ نستهين بنقض صيام (أبصارنا، وأسماعنا، وألسنتنا، وقلوبنا!) لا حاجة للهِ في صيامنا إذا كان كله سبابٌ وفسقٌ وتعدّي على الغير.[/size]
واستشعري أنّ لك عند الفطر دعوة لا تُرد !! واعجباه ، قد جعلها الله عند الفطر تحديداً مع أنكِ طوال اليوم في صيامٍ وشدةٍ وجوعٍ وعطش؟ فما السبب؟ يُريد الله عز وجل أن يقبل دعاء عبده وهو في أشد لحظات الضعف والذلّ والافتقار إليه .. يا سبحان الله . فتذلّلي لله ولا تضيعي عليكِ الأجور العظيمة، وتزيّني بصومك واحفظي نفسك وجوارحك قدر استطاعتك، كي يكون صيامكِ تاماً بإذن الله وتقدميه إلى الله جل وعلا وأنت وجِلة مُشفقة راجيةً القبول !
كان السلفُ يتسابقون إلى ختمِ القرآن وتدبّره في شهر الصوم فانظري وتمعني إلى تعظيم الله جل وعلا لهذا الشهر فقد ربطهُ في آياتٍ كثيرة بنزول القرآن .. فهما على علاقةٍ وثيقةٍ ببعضهما..
قال تعالى: (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )) سورة البقرة-.
وقال سبحانه: (( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ )) سورة القدر-.
[size=24]أيتها الصائمةُ للهِ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اجعلي لكِ ختمات عديدة وتدبّري ووثّقي علاقتك بكتاب الله ابتداءً من هذا الشهر! اقرأي في التفسير وحاولي مراجعة ما تحفظين من القرآن، وكرري الآيات التي تؤثر بكِ وتجعل قلبكِ يخشع لله عز وجل. وتمعّني في كرم الله سبحانه الذي منحكِ 30 يوماً فقط من السنة كلها كي تستزيدين في الطاعات وتبذلين جهداً أكبر، بل ولأنه عليمٌ بضعفكِ ونسيانكِ أهداكِ العشر الأواخر التي تُضاعف فيها الأجور وتكون أشبه بفرصة أخرى لكِ إن قصرتِ في العشرين الأُوَل، وعليكِ الحساب يليها خمساً فرديّة تتضمنها ليلة القدر، التي هي خيرٌ من ألف شهر، فهل بعد هذا الكرمِ كرم؟ في رمضان هذهِ السنة ، كُوني مختلفة !![/size]
كُوني متميزة عند الله ولا ترضينَ بأقل من ذلك، كُوني من السّابقات !! قلّلي النوم والطّبخ وابتعدي عن كل ما يُلهيكِ وكُوني للهِ فقط. وتفكّري في من هم حولك من المتديّنين والمسارعين في الخيرات في رمضان وغيره! هل يختلفون عنك؟ أنتم في زمنٍ واحد والملهيات والفتن واحدة! ولكنّ القلوب متفاوتة فكُوني من "أقربها إلى المولى" [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أسألكِ بالله؛ لو قلتُ لكِ قومي بدعوة صديقاتك وقريباتك وجاراتك لمنزلك ولا تقدمي لهن سوى قطعتين من الفطائر ولا تحضّري العشاء، فهل ستفعلين؟ والله ستخجلين ويستحيل أن تقدمي على فعل ذلك! فلماذا نقدم لله ختمة واحدة بل وصفحات نقرأها وصلاة غير خاشعة وصيام نجرحه بأفعالنا وأقوالنا؟ ألا نستحي من الله !
جددي نيتك واستحضري نعم الله عليكِ وهيئي نفسك لاستقبال رمضان بسماعِ المحاضرات وقراءة المقالات عنه والله سيزداد شوقك وحماسك، فكُوني من المحسنات قبله وأثناءه وبعده :") فاللهُ يحبُ المحسنين ..
* خطرات نقلتُها لكنّ من محاضرة للدكتورة فاطمة الشهري -وفقها الله-. انشرنها يا أخوات استعداداً لقدوم الشهر الفضيل وتذكيراً للغير [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] منقول